فمن الحوادث فيها:
عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ببلاد عك من اليمن يدعو إلى الرضى من آل محمد ، وكان سبب خروجه أن العمال خروج باليمن أساءوا السيرة ، فبويع عبد الرحمن ، فلما بلغ ذلك وجه إليه المأمون دينار بن عبد الله في عسكر كثيف ، وكتب معه بأمانه ، فحضر دينار الموسم ، فلما فرغ من الحج سار إلى اليمن ، فأتى عبد الرحمن فبعث إليه أمانه من ، فقبل ودخل في الأمان ، ووضع يده في يد المأمون دينار ، فخرج به إلى ، فمنع عند ذلك الطالبيين من الدخول عليه ، وأمر بأخذهم بلبس السواد . وذلك في يوم الخميس لليلة بقيت من ذي القعدة . المأمون
وفيها: توفي طاهر بن الحسين ، فولي ولده طلحة بن طاهر ، فأقام واليا على خراسان سبع سنين بعد موت أبيه ، ثم توفي فولي عبد الله بن طاهر خراسان مع الشام ، وكان يتولى حرب بابك ، فأقام بالدينور ، وبعث بالجيوش ، فوجه إلى المأمون عبد الله بيحيى بن أكثم يعزيه عن أخيه ويهنئه بولاية خراسان ، وولى علي بن هشام حرب بابك ، [ ص: 161 ] وقد قيل إنه إنما ولى عبد الله بعد موت أبيه دون طلحة ، وأن عبد الله وجه أخاه طلحة إلى خراسان .
أخبرنا قال: أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال: سمعت علي [بن أحمد] بن أسد الأديب يقول: حدثني غير واحد من مشايخنا بالعراق يسندونه إلى : أنه كتب من عبد الله بن طاهر خراسان إلى أمير المؤمنين : المأمون
بسم الله الرحمن الرحيم . بعدت داري عن ظل أمير المؤمنين وإن كنت كيف تصرفت في الأمور لا أتفيأ إلا به ، وقد اشتد إلى حضرة أمير المؤمنين شوقي لأتشرف بخدمته ، وأتجمل بمجلسه ، وأتزين بخطابه ، وأنقح عقلي بحسن آدابه ، فلا شيء آثر عندي من قربه ، وإن كنت في سعة من عيش وهبه الله لي به ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن [لي] في ورود حضرته لأجدد عهدا بالمنعم علي ، ، وأتهنأ بنعمة أسداها إلي فعل محسنا إن شاء الله .
فلما قرأ كتابه ، وقع فيه: قربك يا المأمون أبا العباس إلي حبيب ، وأنت مني حيث كنت قريب وإنما بعدت دارك نظرا لك ، وسموا بك ، ورغبة فيك ، فاتبع قول الشاعر:
رأيت دنو الدار ليس بنافع إذا كان ما بين القلوب بعيدا
وفي هذه السنة: ولي موسى بن جعفر طبرستان ، والرومان ، ودوباوند .وغلا السعر ببغداد حتى بلغ القفيز من الحنطة أربعين درهما .
وحج بالناس في هذه السنة أبو عيسى بن الرشيد .