ثم دخلت سنة إحدى ومائتين
فمن الحوادث فيها :
مراودة أهل بغداد على الخلافة ، فأبى ، فراودوه على الإمرة عليهم على أن يدعو منصور بن المهدي بالخلافة . وقالوا : لا نرضى بالمجوسي ابن المجوسي يعنون للمأمون - فأجابهم الحسن بن سهل لذلك . المنصور
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال : أخبرنا الجوهري قال : أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا الحارث بن محمد قال : حدثنا محمد بن سعد قال : عسكر منصور بن المهدي في سنة إحدى ومائتين بكلواذى وسمي ، ودعي له على المنابر ، وسلم عليه بالخلافة فأبى ذلك وقال : أنا خليفة أمير المؤمنين المرتضى حتى يقدم أو يولي من يحب . وعزل المأمون سعد بن إبراهيم عن الجانب الشرقي ، وولاه قتيبة بن زياد ، وأقر محمد بن سماعة على قضاء الجانب الغربي .
وفي هذه السنة : ببغداد ، وكان رئيسهم تجردت المطوعة للإنكار على الفساق خالد الدريوش ، وسهل بن سلامة .
وكان السبب في ذلك : أن فساق الجند والشطار أذوا الناس أذى شديدا ، وأظهروا الفسق وقطع الطريق ، وأخذوا النساء والغلمان علانية من الطرق ، وكانوا يجتمعون [ ص: 93 ] فيأتون الرجل ، فيأخذون ابنه ، فيذهبون به ، فلا يقدر على المنع منهم ، وكانوا يجتمعون فيأتون القرى ، فيأخذون ما قدروا عليه ، ولا سلطان يمنعهم ولا سلطان يعثر بهم ، وخرجوا في آخر أمرهم إلى قطربل فانتهبوها علانية ، وجاءوا بما أخذوه يبيعونه علانية ، وجاء أهلها فاستعدوا السلطان فلم يعدهم ، وكان ذلك في آخر شعبان ، فلما رأى الناس ذلك ، قام صلحاء كل ربض ودرب ومشى بعضهم إلى بعض وقالوا : إنما يكون في الدرب الواحد الفاسق والفاسقان إلى العشرة ، فأنتم أكثر منهم وقد غلبوكم ، فلو اجتمعتم لمنعتم هؤلاء الفساق . فقام رجل من ناحية طريق الأنبار يقال له : خالد الدريوش ، فدعا جيرانه ، وأهل محلته إلى معاونته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فأجابوه ، فشد على من يليه من الفساق والشطار فمنعهم وحبسهم ورفعهم إلى السلطان لأنه كان لا يرى أن يغير على السلطان شيئا ، ثم قام من بعده بيومين أو ثلاثة رجل يقال له : سهل بن سلامة الأنصاري من أهل خراسان ، ويكنى : أبا حاتم ، فدعا الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وعلق مصحفا في عنقه ، ثم بدأ بأهل محلته وجيرانه ، فأمرهم ونهاهم فقبلوا منه ، ثم دعا الناس جميعا إلى ذلك وجعل لنفسه ديوانا يثبت فيه اسم من أتاه يبايعه على ذلك ، لقتال من خالفه ، فأتاه خلق كثير فبايعوه ، إلا أن خالدا الدريوش خالفه فقال : أنا لا أغير على السلطان شيئا ولا أقاتله . قال سهل : أنا أقاتل كل من خالف الكتاب والسنة ، كائنا من كان ، سلطانا أو غير سلطان ، فمن بايعني على ذلك قبلته ، ومن خالفني قاتلته .
وقام سهل بذلك يوم الخميس لأربع خلون من رمضان ، وقوتل من قبل السلطان ، قاتله عيسى بن محمد بن أبي خالد ، فقاتل فضرب ضربة بالسيف ، فرجع إلى منزله ، ثم اعتذر إليه عيسى أن يعود إلى الأمر بالمعروف ، فعاد .
وفي هذه السنة : جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده ، وسماه الرضي من آل محمد صلى الله عليه وسلم وأمر جنده أن يطرح السواد ولبس ثياب الخضرة ، وكتب بذلك إلى الآفاق ، وذلك يوم [ ص: 94 ] الإثنين لليلتين خلتا من رمضان هذه السنة . فكتب إلى الحسن بن سهل عيسى بن محمد يخبره أن أمير المؤمنين قد جعل علي بن موسى الرضي ولي عهده ، وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا أفضل ولا أورع ولا أعلم منه ، وأنه سماه الرضي من آل محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمر أن يطرح السواد ولبس الخضرة ، وأن يأمر من قبله من الجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له ، ويأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم وأعلامهم ، ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك ، فوصل الكتاب إلى عيسى يوم الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة ، فدعا أهل بغداد إلى ذلك ، فاختلفوا ، فقال قوم : نبايع ، وقال قوم : لا نخرج الأمر من ولد العباس ، وإنما هذا دسيس من قبل ، وغضب ولد الفضل بن سهل العباس من ذلك ، واجتمع بعض إلى بعض ، وتكلموا فيه وقالوا : نولي بعضنا ونخلع المأمون . وكان المتكلم في هذا والمختلف فيه والمتقلد له : إبراهيم . ومنصور بن المهدي
ذكر العهد الذي كتبه بخطه المأمون لعلي ابن موسى الرضا [عليهما السلام ]
بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد أمير المؤمنين بيده لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده .
أما بعد : فإن الله اصطفى الإسلام دينا ، واصطفى له عباده رسلا دالين عليه ، وهادين إليه ، يبشر أولهم بآخرهم ، ويصدق تاليهم ماضيهم ، حتى انتهت نبوة الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل ، ودروس من العلم ، وانقطاع من الوحي ، واقتراب من الساعة ، فختم الله به النبيين ، وجعله شاهدا لهم ، ومهيمنا عليهم ، وأنزل عليه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد بما أحل وحرم ، ووعد وأوعد ، وحذر وأنذر ، ليكون له الحجة البالغة على خلقه ، ليهلك من [ ص: 95 ] هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم . فبلغ عن الله رسالته ، ودعا إلى سبيله بما أمره به من الحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، ثم الجهاد والغلظة حتى قبضه الله إليه ، واختار له ما عنده صلى الله عليه وسلم ، فلما انقضت النبوة ، وختم الله بمحمد الوحي والرسالة ، جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين بالخلافة ، وإتمامها وعزها ، والقيام بحق الله فيها بالطاعة التي بها تقام فرائض الله وحدوده وشرائع الإسلام وسننه ، ويجاهد بها عدوه ، فعلى خلفاء الله طاعته فيما استخلفهم ، واسترعاهم من أمر دينه وعباده ، وعلى المسلمين طاعة خلفائهم ومعاونتهم على إقامة حق الله وعدله ، وأمن السبل ، وحقن الدماء ، وإصلاح ذات البين ، وجمع الألفة ، وفي خلاف ذلك اضطراب أمر المسلمين ، واختلاف ملتهم ، وقهر دينهم ، واستعلاء عدوهم ، وتفرق الكلمة ، وخسران الدنيا والآخرة ، فحق على من استخلفه في أرضه ، وائتمنه على خلقه أن يجهد لله نفسه ، ويؤثر على ما فيه رضا الله وطاعته ، ويعمل لما الله واقفه عليه ، وسائله عنه ، ويحكم بالحق ، ويعمل بالعدل فيما حمله الله وقلده ، فإن الله عز وجل يقول لنبيه داود عليه السلام : يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق وقال تعالى : فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون - 93 .
وبلغنا أن قال : لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات لتخوفت أن يسألني الله عنها ، وأيم الله إن المسئول عن خاصة نفسه على عمله فيما بين الله وبينه ليعرض أمر كبير على خطر عظيم ، فكيف بالمسئول عن رعاية الأمة ، وبالله الثقة ، وإليه المفزع والرغبة في التوفيق ، والعصمة والتسديد والهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة ، والفوز من الله ، والرضوان والرحمة ، وأنظر الأئمة لنفسه وأنصحهم لله في دينه وعباده ، وخلافته في أرضه من عمل بطاعته ودينه وسنة نبيه عليه السلام في [مدة ] أيامه وبعدها ، [ ص: 96 ] فأجهد رأيه ونظره فيمن يوليه عهده ، ويختاره لإمارة المسلمين ورعايتهم بعده ، وينصبه علما لهم ، ومفزعا في جمع ألفتهم ، ولم شعثهم ، وحقن دمائهم ، والأمن بإذن الله من فرقتهم ، وفساد ذات بينهم ، واختلافهم ، ورفع نزغ الشيطان وكيده عنهم ، وإن الله عز وجل جعل العهد بعد الخلافة من تمام أمر الإسلام وكماله وعزه وصلاح أهله ، وأنهم خلفاؤه من توكيده لمن يختارونه لهم من بعدهم ما عظمت به النعمة ، وسلمت فيه العاقبة ، وينقض الله بذلك الشقاق والعداوة ، والسعي في الفرقة ، والتربص للفتنة ، ولم يزل أمير المؤمنين مذ أفضت إليه الخلافة ، فاختبر بشاعة مذاقها ، وثقل محملها ، وشدة مئونتها ، وما يجب على من تقلدها من ارتباط طاعة الله ومراقبته فيما حمله فيها وأنصب بدنه ، وأسهر عينه ، وأطال فكره فيما فيه عز الدين ، وقمع المشركين ، وصلاح الأمة ، ونشر العدل ، وإقامة الكتاب والسنة ، ومنع ذلك من الخفض ، والدعة ، ومهنأ العيش ، علما بما الله سائله عنه ، ومحبته أن يلقى الله مناصحا في دينه وعباده ، ومختارا لولاية عهده ورعاية الأمة من بعده أفضل ما يقدر عليه في دينه وورعه ، وأرجاهم للقيام بأمر الله وحقه ، مناجيا لله بالاستخارة في ذلك ، ومسألته إلهامه ما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره ، معملا في طلبه ، والتماسه في أهل بيته من ولد عمر بن الخطاب عبد الله بن العباس ، فكره ونظره ، مقتصرا فيمن علم حاله ، ومذهبه منهم على الحق علما بالغا في المسألة فيمن خفي عليه أمره ، وجهده وطاقته ، حتى استقضى أمورهم معرفة ، وابتلى أخبارهم مشاهدة ، وكشف ما عندهم مساءلة ، فكانت خيرته بعد استخارته لله ، وإجهاد نفسه في قضاء حقه في عباده من البيتين جميعا : وعلي بن أبي طالب
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، لما رأى من فضله البارع ، وعلمه الناصع ، وورعه الظاهر ، وزهده الخالص ، وتخلية من الدنيا ، [ ص: 97 ] ومسلمته من الناس ، فقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطئة ، والألسن متفقة ، والكلمة فيه جامعة ، وما لم يزل يعرفه [به ] من الفضل ، يافعا وناشئا ، وحدثا ومكتهلا ، فعقد له العهد والولاية من بعده ، واثقا بخيرة الله في ذلك ، إذ علم الله من فعله إيثارا له وللدين ، ونظرا للمسلمين ، وطلبا للسلامة ، وثبات الحجة ، والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين ، ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وجنده ، فبايعوه مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ممن هو أشبك رحما ، وأقرب قرابة ، وسماه الرضي ، إذ كان رضا عند أمير المؤمنين ، فبايعوه معشر بيت أمير المؤمنين ، ومن بالمدينة المحروسة من قواده وجنده وعامة المسلمين لأمير المؤمنين والرضي من بعده على اسم الله وبركته وحسن قضائه لدينه وعباده ، بيعة مبسوطة إليها أيديكم ، منشرحة لها صدروكم ، عالمين ما أراد أمير المؤمنين بها ، وأثر طاعة الله ، والنظر لنفسه ولكم فيها ، شاكرين لله على ما ألهم أمير المؤمنين من قضاء حقه في رعايتكم ، وحرصه على رشدكم وصلاحكم ، راجين عائدة الله في جمع ألفتكم ، وحقن دمائكم ، ولم شعثكم ، وسد ثغوركم ، وقوة دينكم ، وقمع عدوكم ، واستقامة أموركم ، فسارعوا إلى طاعة الله وطاعة أمير المؤمنين ، فإنه الأمر إن سارعتم إليه ، وحمدتم الله عليه ، عرفتم الحظ فيه إن شاء الله ، وكتب بيده لسبع خلون من شهر رمضان المعظم قدره سنة إحدى ومائتين .
وكتب الرضي [عليه السلام ] كلمات منها أنه كتب عند قوله : اختار من البيتين جميعا علي بن موسى بن جعفر ، كتب تحته : وصلتك رحم وجزيت خيرا .
وكتب تحت مدحه إياه بقوله وورعه وزهده : أثنى الله عليك فأجمل ، وأجزل لك الثواب فأكمل .
وكتب تحت قوله : فعقد له العهد بعده : بل جعلت فداك [ ص: 98 ] وكتب تحت قوله : وسماه الرضي : رضي الله عنك وأرضاك وأحسن في الدارين جزاك .
ثم كتب الرضي على ظهر العهد ما نسخته :
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله رب العالمين ، الفعال لما يريد ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لقضائه ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، وصلواته على نبيه وعلى آله الطيبين الطاهرين .
أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ، ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره ، فوصل أرحاما قطعت ، وأمن أنفسا فزعت ، بل أحياها وقد تلفت ، وأغناها وقد افتقرت ، مبتغيا رضا رب العالمين ، لا يرضى جزاء من غيره ، وسيجزي الله الشاكرين ، ولا يضيع أجر المحسنين ، وإنه جعل إلي عهده والإمرة الكبرى إن بقيت من بعده ، فمن حل عقدة أمرها ، وفصم عروة [أحب ] إيثاقها ، فقد أباح حريمه وأحل محرمه ، إذ كان بذلك زاريا على الإمام ، منتهكا حرمة الإسلام وقد جعلت لله على نفسي إن استرعاني أمير المؤمنين وقلدني خلافته العمل فيهم عامة ، وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصة ، بطاعته وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن لا أسفك دما حراما ، ولا أبيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدوده ، وأباحته فرائضه ، وأن أتخير الكفاة جهدي وطاقتي ، وقد جعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا ، يسألني الله عنه ، فإنه عز وجل يقول : وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا فإن حدت أو غيرت أو بدلت كنت للتغيير مستحقا ، وللنكال متعرضا ، فأعوذ بالله من سخطه وإليه أرغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في عافيته لي وللمسلمين . وقد امتثلت أمر أمير المؤمنين ، وآثرت رضاه ، والله يعصمني وإياه ، وأشهدت الله على نفسي ، وكفى بالله شهيدا .
وكتبت خطي بحضرة أمير المؤمنين ، أطال الله بقاءه ، والفضل بن سهل ، [ ص: 99 ] ، ويحيى بن أكثم وعبد الله بن طاهر ، وثمامة بن أشرس ، وبشر بن المعتمر ، وحماد بن النعمان . في شهر رمضان سنة إحدى ومائتين .
نسخة الشهادات
رسم أمير المؤمنين - أطال الله بقاءه وكبت أعداءه - قراءة مضمون هذه الصحيفة ، ظهرها وبطنها بحرم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الروضة والمنبر ، على رءوس الأشهاد ، وبمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم وسائر الأولياء والأجناد ، بما أوجب أمير المؤمنين الحجة به على سائر المسلمين ، وأبطل الشبهة التي كانت اعترضت آراء الجاهلين ، و ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه . وكتب بحضرة أمير المؤمنين في التاريخ المذكور : الفضل بن سهل
عبد الله بن طاهر بن الحسين أثبت شهادته في تاريخه .
شهد على مضمون هذا المكتوب ، ظهره وبطنه ، وهو يسأل الله عز وجل أن يعرف أمير المؤمنين وكافة المسلمين بركات هذا العهد ، والميثاق ، وكتب بخطه في التاريخ المبين . يحيى بن أكثم
شهد حماد بن النعمان على مضمون ظهره وبطنه ، وكتب بيده في تاريخه .
بشر بن المعتمر يشهد بذلك ، وكتب بيده في التاريخ .
ثمامة بن أشرس حضر وكتب خطه .
قال هبة الله بن الفضل بن صاعد الكاتب : هذا العهد ، رأيته بخط ، ابتاعه خالي المأمون يحيى بن صاعد بمائتي دينار ، وحمله إلى سيف الدولة صدقة بن منصور ، وكان فيه خطوط جماعة من الكتاب ، مثل : الصولي عبد الله بن العباس ، والوزير المغربي . [ ص: 100 ]
وفي هذه السنة : بويع لإبراهيم بن المهدي . وكان السبب ما ذكرناه ، وهو أن لما بايع المأمون لعلي بن موسى الرضي نفر العباسيون وأظهروا أنهم خلعوا ، وبايعوا المأمون لإبراهيم بن المهدي ، ومن بعده إسحاق بن موسى بن المهدي ، وضمنوا للجند أشياء يعطونهم ، وأمروا رجلا يقول يوم الجمعة حين يؤقت المؤذن :
إنا نريد أن ندعو ، ومن بعده للمأمون لإبراهيم يكون خليفة ، ودسوا قوما فقالوا : إذا قام من يتكلم بهذا فقوموا وقولوا : لا نرضى إلا أن تبايعوا لإبراهيم ، ومن بعده لإسحاق وتخلعوا ، فلما قام من تكلم بهذا وأجيب بهذا ، لم يصلوا في ذلك اليوم الجمعة ، ولا خطب أحد ، وصلى الناس أربع ركعات ، وذلك في يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة . المأمون
وفي هذه السنة : عبد الله بن خرداذبه والي طبرستان بلادا من بلاد الديلم ، وزادها في بلاد الإسلام ، وافتتح جبال طبرستان . افتتح
وفيها : تحرك بابك الخرمي في الجاويذانية أصحاب جاويذان بن سهل ، وادعى أن روح جاويذان صاحب البذ دخلت فيه ، وأخذ في العيث والفساد .
وفيها : خراسان والري وأصبهان مجاعة ، وعز الطعام ، ووقع الموت . أصاب أهل
وحج بالناس في هذه السنة إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي . [ ص: 101 ]