1066 - . إسحاق بن يوسف بن محمد بن محمد الأزرق الواسطي
سمع ، الأعمش والجريري ، ، وغيرهم . والثوري
روى عنه : أحمد ويحيى . وكان من الثقات المأمونين ، ومن عباد الله الصالحين .
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا ، أخبرنا أبو بكر بن علي بن ثابت أبو نصر محمد بن عبد الله بن الحسن المقرئ ، أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي الزيات ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي قال :
سمعت الحسن بن حماد سجادة يقول : بلغني أن أم إسحاق الأزرق قالت له : يا بني ، إن بالكوفة رجلا يستخف بأصحاب الحديث ، وأنت على الحج فأسألك بحقي عليك أن لا تسمع منه شيئا . قال إسحاق : فدخلت الكوفة فإذا قاعد وحده ، فوقفت على باب المسجد ، فقلت : أمي الأعمش ! ! وقال النبي لله صلى الله عليه وسلم : والأعمش . فدخلت المسجد ، فسلمت ، فقلت : يا أبا محمد ، حدثني فإني رجل غريب . قال : من أين أنت ؟ قلت : من "طلب العلم فريضة على كل مسلم" واسط . قال : ما اسمك ؟ قلت : إسحاق بن يوسف الأزرق . قال : فلا حييت ولا حييت أمك ، أليس حرجت أن لا تسمع مني شيئا ؟
قلت : يا أبا محمد ، ليس كل ما بلغك يكون حقا . قال : لأحدثنك بحديث ما حدثته أحدا قبلك . فحدثني عن ابن أبي أوفى قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : . "الخوارج كلاب أهل النار"
توفي إسحاق بواسط في هذه السنة .
[ ص: 16 ]
1067 - . بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير
يقال : بكار ، وإنما هو : أبو بكر . كان مدرة قريش شرفا وبيانا ولسانا وجاها وحسن أثر ، وكان معجبا به ، فاستعمله على الرشيد المدينة ، وأقام عامله عليها اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوما ، وأخرج على يده لأهل المدينة ثلاث أعطيات مقدارها ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار ، كل عطاء أربعمائة ألف دينار .
وكان إذا كتب إليه كتب : من عبد الله الرشيد هارون أمير المؤمنين إلى أبي بكر بن عبد الله .
وكان عماله وجوه أهل المدينة فقها وعلما ومروءة وشرفا . وكان جوادا ، فقل بيت بالمدينة لم يدخله صنيعه .
توفي في ربيع الأول من هذه السنة .
1068 - . أبو نواس الحسن بن هانئ بن جناح بن عبد الله بن الجراح ، أبو علي . الشاعر المعروف بأبي نواس
ويقال له : الحكمي ، وفي ذلك قولان : أحدهما : أنه نسبة إلى جده الأعلى الحكم بن سعد العشيرة والثاني : أنه مولى الجراح .
ولد بالأهواز ، ونشأ بالبصرة ، وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي ، واختلف إلى أبي زيد النحوي ، وكتب عنه الغريب والألفاظ ، وحفظ عن أبي عبيدة أيام الناس ، ونظر في نحو . سيبويه
قال : ما رأيت أحدا كان أعلم باللغة من الجاحظ ، ولا أفصح لهجة مع حلاوة ومجانبة الاستكراه . أبي نواس
وسمع الحديث من ، حماد بن زيد وعبد الواحد بن زيد ، ومعمر بن سليمان ، وغيرهم . وأسند الحديث .
أخبرنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال : أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت [ ص: 17 ] قال : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخزاعي ، أخبرنا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوفي ، أخبرنا أبو نواس الحسن بن هانئ ، حدثنا ، عن حماد بن سلمة يزيد الرقاشي ، عن رضي الله عنه قال : لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله من الخير . أنس بن مالك
قال ابن كثير : ودخلنا على نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقال له أبي نواس عيسى بن موسى الهاشمي : يا أبا علي ، أنت في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة ، وبينك وبين الله هنات ، فتب إلى الله . قال أبو نواس : أسندوني . فلما استوى جالسا قال : إياي يخوف بالله وقد حدثني ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني قال : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنس بن مالك أفترى لا أكون منهم ؟ ! . "لكل نبي شفاعة ، وإني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة"
قال أبو عبيدة : كان أبو نواس للمحدثين مثل امرئ القيس للمتقدمين .
وقال أبو نواس : ما قلت من الشعر شيئا حتى رويت لستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى ، فما ظنك بالرجال ! وله مدائح في الخلفاء :
أخبرنا قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
أخبرني أبو الحسن علي بن عبد الله بن عبد الغفار قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ، حدثنا أبو بكر بن القاسم الأنباري ، حدثنا عبد الله بن خلف ، حدثني عبد الله بن سفيان ، حدثني عبد الله الخزاعي ، عن ابن مبادر الشاعر قال : دخل سليمان بن المنصور على محمد الأمين فرفع إليه أن أبا نواس هجاه ، وأنه زنديق حلال الدم ، وأنشده من أشعاره المنكرة أبياتا ، فقال له : يا عم اقتله بعد قوله :
أهدي الثناء إلى الأمين محمد ما بعده بتجارة متربص صدق الثناء على الأمين محمد
ومن الثناء تكذب وتخرص قد ينفص القمر المنير إذا استوى
هذا ونور محمد لا ينقص [ ص: 18 ] وإذا بنو المنصور عد حصاؤهم
فمحمد ياقوتها المتخلص
قد أصبح الملك بالمنى ظفرا كأنما كان عاشقا قدرا
حسبك وجه الأمين من قمر إذا طوى الليل دونك القمرا
خليفة يعتني بأمته وإن أتته ذنوبها غمرا
حتى لو استطاع من تحننه دافع عنها القضاء والقدرا
يا كثير النوح في الدمن لا عليها بل على السكن
سنة العشاق واحدة فإذا أحببت فاستبن
ظن بي من قد كلفت به فهو يجفوني على الظنن
بات لا يعنيه ما لقيت عين ممنوع من الوسن
رشأ لولا ملاحته خلت الدنيا من الفتن
تضحك الدنيا إلى ملك قام بالآثار والسنن
يا أمين الله عش أبدا دم على الأيام والزمن
أنت تبقى والفناء لنا فإذا أفنيتنا فكن
تذكر أمين الله والعهد يذكر مقامي وإنشاديك والناس حضر
ونثري عليك الدر يا در هاشم فيا من رأى درا على الدر ينثر
أبوك الذي لم يملك الأرض مثله وعمك موسى عدله المتخير
وجداك مهدي الهدى وشقيقه أبو أمك الأدنى أبو الفضل جعفر
وما مثل منصور يك منصور هاشم ومنصور قحطان إذا عد مفخر
فمن ذا الذي يرمي بسهميك في العلى وعبد مناف والداك وحمير
[ ص: 19 ] تحسنت الدنيا بحسن خليفة هو الصبح إلا أنه الدهر مسفر
يشير إليه الجود من وجناته وينظر من أعطافه حين ينظر
مضت لي شهور مذ حبست ثلاثة كأني قد أذنبت ما ليس يغفر
فإن لم أكن أذنبت فيم عقوبتي وإن كنت ذا ذنب فعفوك أكبر
قال المصنف : كان أبو نواس قد غلب عليه حب اللعب واللهو وفعل المعاصي ، ولا أؤثر أن أذكر أفعاله المذمومة ، لأني قد ذكرت عنه التوبة في آخر عمره ، وإنما كان لعبه في أول العمر .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت ، أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا علي بن الأعرابي قال : قال : لقيت أبو العتاهية أبا نواس في المسجد الجامع فعذلته . فقلت له : أما آن لك أن ترعوي ، أما آن لك أن تنزجر ! ؟ فرفع رأسه إلي وهو يقول :
أتراني يا عتاهي تاركا تلك الملاهي ؟
أتراني مفسدا بالنسك عند القوم جاهي ؟
لن ترجع الأنفس عن غيها ما لم يكن منها لها زاجر
أخبرنا القزاز ، أخبرنا أبو بكر بن ثابت ، أخبرنا علي بن محمد المعدل ، أخبرنا عثمان بن محمد الدقاق ، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ، أخبرنا علي بن محمد بن زكريا قال : دخلت على وهو يكيد بنفسه ، فقال لي : أتكتب ؟ قلت : نعم . أبي نواس
فأنشأ يقول : [ ص: 20 ]
دب في الفناء سفلا وعلوا وأراني أموت عضوا فعضوا
ذهبت شرتي بحدة نفسي فتذكرت طاعة الله نضوا
ليس من ساعة مضت بي إلا نقصتني بمرها بي حذوا
لهف نفسي على ليال وأيام تمليتهن لعبا ولهوا
قد أسأنا كل الإساءة يا رب فصفحا عنا إلهي وعفوا
لما احتضر أبو نواس قال : اكتبوا هذه الأبيات على قبري :
وعظتك أجداث صمت ونعتك أزمنة خفت
وتكلمت عن أوجه تبلى وعن صور سبت
وأرتك قبرك في القبور وأنت حي لم تمت
وكان عمره تسعا وخمسين سنة . ودفن بمقابر الشونيزي في تل اليهود .
أخبرنا القزاز ، أنبأنا ، أخبرنا أبو بكر الخطيب علي بن محمد المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن البراء ، أخبرنا عمر بن مدرك ، حدثني محمد بن يحيى ، عن محمد بن نافع قال : كان أبو نواس لي صديقا ، فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره ، ثم بلغني وفاته فتضاعف علي الحزن ، فبينا أنا بين النائم واليقظان إذا أنا به ، فقلت : أبو نواس ؟ قال : لات حين كنيته . قلت : الحسن بن هانئ ؟ قال : نعم . قلت : [ ص: 21 ]
ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لي بأبيات قلتها هي [تحت ] ثني وسادتي . فأتيت أهله ، فلما أحسوا بي أجهشوا بالبكاء . فقلت لهم : هل قال أخي شعرا قبل موته ؟ قالوا : لا نعلم إلا أنه دعا بدواة وقرطاس وكتب شيئا لا ندري ما هو . قلت : ائذنوا لي أدخل .
قال : فدخلت إلى مرقده ، فإذا ثيابه لم تحرك بعد ، فرفعت وسادة فلم أر شيئا ، ثم رفعت أخرى فإذا برقعة فيها مكتوب :
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن فمن الذي يدعو ويرجو المجرم ؟
أدعوك رب كما أمرت تضرعا فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا وجميل عفوك ، ثم إني مسلم .
ولد سنة ثلاث عشرة ومائة ، وعمي بعد أربع سنين ، ولازم الأعمش عشرين سنة ، وكان أثبت أصحابه ، وكان يقدم على الثوري ، وكان حافظا للقرآن ثقة ، لكنه كان يرى رأي المرجئة . وشعبة
وروى عنه : أحمد ويحيى ، وخلق كثير .
وروى عن خلق كثير ، إلا أنه كان يضبط حديث ضبطا جيدا ، ويضطرب في غيره . الأعمش
حدثنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أحمد بن ثابت ، أخبرنا أبو رزق ، أخبرنا جعفر بن محمد الخالدي ، حدثنا الحسين بن محمد بن الحسين الكوفي ، حدثني جعفر بن محمد بن الهذيل ، حدثني إبراهيم الصيني قال : سمعت أبا معاوية يقول :
حججت مع جدي أبي وأمي وأنا غلام ، فرأني أعرابي فقال لجدي : ما يكون هذا الغلام [ ص: 22 ] منك ؟ قال : ابني . قال : ليس بابنك . قال : ابن ابنتي . قال : ليكونن له شأن ، وليطأن برجليه هاتين بسط الملوك ، قال : فلما قدم الرشيد بعث إلي ، فلما دخلت عليه ذكرت حديث الأعرابي ، فأقبلت التمس برجلي البسط فقال : يا أبا معاوية ، لم تلتمس البساط برجليك ؟ فحدثته الحديث ، فأعجب به . قال : وحركني شيء فقلت : يا أمير المؤمنين أحتاج إلى الخلاء . فقال للأمين : خذا بيد عمكما فأرياه الموضع . فأخذا بيدي فأدخلاني إلى الموضع ، فشممت منه رائحة طيبة ، فقالا لي : يا والمأمون أبا معاوية ، هذا الموضع ، فشأنك ، فقضيت حاجتي .
قال الخطيب : عن : مات محمد بن فضيل أبو معاوية سنة خمس وتسعين ومائة في آخر صفر أو في أول ربيع الأول .
قال المصنف : وكذلك ذكر أبو موسى المدائني وغيره أنه مات في هذه السنة .
وقد روينا عن أنه مات في سنة أربع والأول أكثر . ابن نمير
1070 - . الوليد بن مسلم الدمشقي ، أبو العباس
روى عن ، الليث بن سعد والفضل بن فضالة ، ، وغيرهم . وابن لهيعة
وروى عنه : ابن وهب .
وتوفي عند انصرافه من الحج في هذه السنة . [ ص: 23 ]