1027 - إسحاق بن عبد الرحمن بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري .
من أهل المدينة ، سكن بغداد ، وكان له قدر عند الخلفاء والأمراء ، وأبوه [ ص: 164 ] عبد الرحمن كان يقال له : عزيز ، وكان إسحاق في صحابة ، المهدي ، والهادي وهلك في خلافته ، وكان موصوفا بالصفاء والجود ، حتى قال الشاعر الهيصبي فيه ولأخيه يعقوب : والرشيد
نفى الجوع عن بغداد إسحاق ذو الندى كما قد نفى جوع الحجاز أخوه وما يك من خير أتوه فإنما
فعال غرير قبلهم ورثوه فأقسم لو ضاف الغريري بغتة
جميع بني حواء ما حفلوه هو البحر بل لو حل بالبحر وفده
ومن يجتديه ساعة نزفوه
أخبرنا ، أخبرنا أبو منصور القزاز ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ علي بن أبي علي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن وأحمد بن عبد الله قالا : حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا الزبير ، حدثنا أبو عزية محمد بن موسى الأنصاري قال : [ ص: 165 ] كان إسحاق بن غرير معجبا بعبادة جارية المهلبية ، وكانت الجارية منقطعة إلى الخيزران أم المؤمنين ، وهي ذات منزلة عندها قال : فركب يوما عبد الله بن مصعب بن الزبير وإسحاق بن غرير إلى ، وكانا يأتيانه في كل عشية إذا صلى الناس العصر ، فيقيمان معه إلى أن ينقضي سمره ، فلقيا يوما عبادة في طريقهما ، فقال المهدي إسحاق بن غرير لعبد الله بن مصعب : يا أبا بكر ، هذه عبادة التي كنت تسمعني أذكرها . وركض دابته حتى استقبلها ، فنظر إليها ، ثم رجع . فضحك مما صنع . ثم مضيا فدخلا على أمير المؤمنين عبد الله بن مصعب ، فحدثه المهدي حديث عبد الله بن مصعب إسحاق بن غرير وعبادة ، وما كان منه في أمرها تلك العشية ، فقال لإسحاق : أنا أشتريها لك . وقام فدخل على الخيزران ، فقال : أين المهلبية ؟ فأمرت بها فدعيت له ، فقال [لها ] : أتبيعيني عبادة بخمسين ألف درهم ؟ فقالت : يا سيدي ، إن كنت تريدها لنفسك فبها - فداك الله - فقال : إنما أريدها لإسحاق بن غرير . فبكت وقالت : يدي ورجلي ولساني في حوائجي تنزعها مني لإسحاق بن غرير . فقالت الخيزران : ما يبكيك ؟ لا يقدر والله إسحاق عليها . وقالت للمهدي : صار ابن غرير يتعشق جواري الناس . فخرج فأخبر المهدي إسحاق الخبر ، وأمر له بخمسين ألف درهم ، فأخذها ، فقال في ذلك : أبو العتاهية
من صدق الحب لأحبابه فإن حب ابن غرير غرور
أنساه عبادة ذات الهوى وأذهل الحب لديه الضمير
خمسون ألفا كلها وازن [خشن ] لها في كل كيس صرير
وقال في ذلك أيضا : أبو العتاهية
حبك المال لا كحبك عبا دة يا فاضح المحبينا
[ ص: 166 ] أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا قال : أخبرني أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت أحمد بن محمد بن أحمد الكاتب قال : حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن قفرجل ، حدثنا محمد بن يحيى النديم قال : أنشدنا أحمد بن يحيى قال : أنشدني الزبير لمنكف - وهو من ولد زهير بن أبي سلمى - يرثي إسحاق بن غرير :
[بكت العيون فأقرحت أجفانها عبراتها جزعا على إسحاق ]
فلئن بكت جزعا عليه فقد بكت حزنا عليه مكارم الأخلاق
يا خير من بكت المكارم فقده لم يبق بعدك للمكارم باق
لو طاف في شرق البلاد وغربها لم يلق إلا حامدا للاقي
ما بث من كرم الطبائع ليلة إلا لعرضك من نوالك واق
بخلت بما حوت الأكف وإنما خلق الإله يديك للإنفاق
1028 - . الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي
سمع محمد بن عباد . وروى عنه ، وكان من الفضلاء العباد . قدم معن بن عيسى بغداد مرتين ، إحداهما في زمن ، والأخرى في زمن المهدي . الرشيد
أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب قال : أخبرني الأزهري ، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا قال : حدثني الزبير بن بكار مصعب بن عبد الله قال : سمعت أبي يقول : قال لي أمير المؤمنين : دلني على رجل من أهل هارون الرشيد المدينة من قريش ، له فضل منقطع . قال : قلت : عمارة بن حمزة بن عبد الله . قال : فأين أنت عن ابن عمك الزبير بن خبيب ؟ قال : قلت
[ ص: 167 ] له : إنما سألتني عن الناس ، ولو سألتني عن أسطوان من أساطين المسجد قلت لك الزبير بن خبيب .
توفي الزبير بوادي القرى في ضيعة له ، وهو ابن أربع وسبعين سنة .
1029 - سعيد بن سليمان بن نوفل بن إسحاق المديني .
ولي قضاء المدينة في خلافة ، ووفد على المهدي ، وكان شديد المذهب ، حسن الطريقة . الرشيد
أخبرنا القزاز ، [أخبرنا الخطيب ، أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا ] قال : حدثني الزبير بن بكار نوفل بن ميمون قال : جاء سعيد بن سليمان إلى محمد بن عبد الله بن محمد بن عمران شاهدا فرد شهادته ، فلما ولي القضاء جاءه عبد الله بن محمد بن عمران شاهدا فأخذ شهادته ، فنظر فيها ساعة ، ثم رفع رأسه وقال : المؤمن لا يشفي غيظه ، أوقع شهادته يا ابن دينار ، فأوقعها .
1030 - . سليمان بن حيان ، أبو خالد الأحمر الأزدي الكوفي
ولد سنة أربع عشرة ومائة . سمع ، يحيى بن سعيد الأنصاري وسليمان التيمي ، [ ص: 168 ] ، روى عنه : والأعمش ، وكان أحمد بن حنبل سفيان يقول : هو رجل صالح ، وكان ينقم عليه خروجه مع [إبراهيم بن ] عبد الله بن حسن ، فهجره لذلك . وقال يحيى : هو ثقة .
أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، أخبرنا أحمد بن رزق الله ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق ، أخبرنا محمد بن أحمد بن البراء ، حدثنا قال : دخلت على عثمان بن أبي شيبة أبي خالد الأحمر عند موته وهو يقول : يا نفس اخرجي ، والله لخروجك أحب إلي من بقائك في بدني .
توفي في هذه السنة . وقيل : في سنة تسعين .
1031 - عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبد الله ، أبو محمد التيمي .
من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولاه قضاء هارون الرشيد المدينة ، ثم صرفه وولاه مكة ، ثم صرفه ورده إلى قضاء المدينة ، ثم عزله فقدم بغداد وأقام في ناحية ، ثم سافر معه إلى الرشيد الري ، فمات بها في هذه السنة .