فمن الحوادث فيها :
غزو إبراهيم بن جبريل الصائفة ، ودخوله أرض الروم ، فخرج للقائه نقفور ، فجرح وانهزم وقتل من الروم أربعون ألفا وسبعمائة ، وأخذ أربعة آلاف دابة .
أخبرنا قال : أخبرنا [ أبو منصور القزاز قال : قرأت على أحمد بن علي بن ثابت ] الخطيب الجوهري ، عن قال : حدثني أبي عبد الله المرزباني علي بن هارون قال : أخبرني أبي قال : قال أبو الشيص يمدح عند ورود الخبر بهزيمة الرشيد نقفور وفتح بلد الروم من قصيدة :
شددت أمير المؤمنين قوى الملك صدعت بفتح الروم أفئدة الترك قرنت بسيف الله هام عدوه
وطأطأت بالإسلام ناصية الشرك فأصبحت مسرورا ولا تعي ضاحكا
وأصبح نقفور على ملكه يبكي
.
وفيها : رابط القاسم بن الرشيد بدابق .
[ ص: 155 ] وفيها : حج بالناس ، وهي آخر حجة حجها الرشيد ، ولقيه الرشيد بهلول في الطريق ، فوعظه .
أخبرنا محمد بن ناصر قال : أخبرنا محمد أبو الغنائم بن ميمون الزينبي قال : حدثنا محمد بن علي بن عبد الرحمن قال : حدثنا زيد بن الحاجب قال : أخبرنا محمد بن هارون قال : حدثنا علي بن الحسن قال : حدثنا علي بن إبراهيم الكرخي قال : حدثنا محمد بن الحسن الحراني قال : حدثنا أحمد بن عبد الله القزويني ، عن قال : حججت مع الفضل بن الربيع ، فمررنا هارون الرشيد بالكوفة ، فإذا بهلول المجنون يهذي ، فقلت : اسكت فقد أقبل أمير المؤمنين . فسكت ، فلما حاذاه الهودج قال : يا أمير المؤمنين ، حدثنا إسحاق بن بابل قال : حدثنا قدامة بن عبد الله العامري قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمنى على جمل ، وتحته رحل رث ، ولم يكن ثم طرد ولا ضرب ولا إليك إليك . قلت : يا أمير المؤمنين ، إنه بهلول المجنون ، قال : قد عرفته ، قل يا بهلول . فقال : يا أمير المؤمنين :
فهب أن قد ملكت الأرض طرا ودان لك العباد فكان ماذا
أليس غدا مصيرك جوف قبر ويحثو الترب هذا ثم هذا
قال : أجدت يا بهلول ، أفغيره ؟
قال : نعم يا أمير المؤمنين ، من رزقه الله جمالا ومالا ، فعف في جماله ، وواسى في ماله ، كتب في ديوان الأبرار .
قال : فظن أنه يريد شيئا ، قال : فإنا قد أمرنا بقضاء دينك .
قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، لا تقض دينا بدين ، اردد الحق إلى أهله ، واقض دين نفسك من نفسك .
[ ص: 156 ] قال : إنا قد أمرنا أن نجري عليك .
قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، لا يعطيك شيئا وينساني ، أجرى علي الذي أجرى عليك ، لا حاجة لي في جرايتك .
وقد روى قال : حدثنا أبو بكر الصولي محمد بن القاسم قال : حدثنا محمد بن مسعر قال : لما دخل إلى الرشيد الفضيل بن عياض ولم يعرفه الفضيل ، ثم عرفه فقال له : أنت هو يا حسن الوجه ، استكثر من زيارة هذا البيت ، فإنه لا يحج خليفة بعدك .
قال : وحدثنا الصولي إسحاق بن إبراهيم البزار قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم السندي ، عن أنه قال وقد مر به أبي بكر بن عياش الرشيد بالكوفة منصرفا من الحج سنة ثمان وثمانين ومائة : لا يحج بعد هذه الحجة ، ولا يحج بعده خليفة أبدا . الرشيد