617 - حمزة بن بيض الحنفي :
شاعر مجيد . قال المأمون للنضر بن شميل : أي بيت أطيب؟ قال: قول حمزة بن بيض:
تقول لي والعيون هاجعة أقم علينا يوما فلم أقم أي الوجوه انتجعت قلت لها
وأي وجه إلا إلى الحكم متى تقل حاجبا سرادقه
هذا ابن بيض بالباب يبتسم
أغلق دون السماح والجود والنجدة باب حديد مفتاحه أشب
يرون سبق الجواد في مهل وقصرت دون سعيك الرتب
618 - : حفصة بنت سيرين
قرأت القرآن وهي بنت اثنتي عشرة سنة ، وكانت تختم كل يومين ، وتصوم الدهر ، وتقوم الليل .
أنبأنا علي بن عبيد الله قال: أنبأنا جعفر بن المسلمة قال: أخبرنا أبو الحسين ابن أخي ميمي قال: أخبرنا أبو مسلم بن مهدي قال: حدثنا أبو بكر محمد بن قارن قال:
حدثنا علي بن الحسن الفسنجاني قال: حدثنا قال: حدثنا نعيم بن حماد مخلد بن الحسين ، عن قال: هشام بن حسان
ما رأيت أحدا بالبصرة أفضله على ختمت القرآن وهي بنت اثنتي عشرة سنة ، وماتت وهي بنت اثنتين وتسعين سنة ، وكانت تتوضأ ارتفاع النهار وتدخل مسجدها في بيتها ، فلا تخرج منه إلى مثلها من الغد ، وكان يأتيها حفصة أنس بن مالك ، وأبو العالية مسلمون عليها .
أخبرنا قال: أنبأنا ابن ناصر جعفر بن أحمد قال: أخبرنا أحمد بن علي الثوري قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدقاق قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن صفوان أبو بكر بن عبيد قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثني صالح قال: حدثنا ضراب بن عمرو ، عن هشام قال:
كانت تسرج سراجها من الليل ثم تقوم في مصلاها ، فربما طفئ السراج فيضيء لها البيت حتى تصبح . حفصة
قال : حدثني الرياشي ابن عائشة ، عن سعيد بن عامر ، عن هشام قال: قالت : حفصة بنت سيرين
بلغ من بر ابني الهذيل بي أنه كان يكسر القصب في الصيف فيوقد لي في الشتاء . [ ص: 172 ]
قال: لئلا يكون له دخان . قالت: وكان يحلب ناقته بالغداة فيأتيني به فيقول: اشربي يا أم الهذيل ، فإن أطيب اللبن ما بات في الضرع . ثم مات فرزقت عليه من الصبر ما شاء أن يرزقني ، فكنت أجد مع ذلك حرارة في صدري لا تكاد تسكن . قالت: فأتيت ليلة من الليالي على هذه الآية: ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون فذهب عني ما كنت أجد .
619 - عمرو بن مرة الجملي :
[روى] عن سعيد بن سنان قال: قال : ما أحب أني بصير أذكر أني نظرت نظرة وأنا شاب . عمرو بن مرة
أسند عمرو عن عبد الله بن أبي أوفى .
وتوفي في هذه السنة . وقيل: سنة ثمان عشرة .
620 - مكحول الشامي ، أبو عبد الله :
كان عبدا لعمرو بن سعيد بن أبي العاص ، فوهبه لرجل من هذيل ، وكان عالما فقيها ، ورأى أنس بن مالك ، وواثلة بن الأسقع ، وأبا أمامة ، وعنبسة بن أبي سفيان .
وسمع من حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتوفي في هذه السنة . وقيل: سنة ثلاث عشرة . معاوية
أخبرنا موهوب بن أحمد قال: أخبرنا علي بن أحمد بن البسري قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: حدثنا أحمد بن نصر بن يحيى قال: حدثنا علي بن عثمان الحراني قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد قال:
لم يكن في زمان مكحول أبصر بالفتيا منه ، وكان لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ويقول: هو رأي والرأي يخطئ ويصيب . وما أدركنا أحسن [ ص: 173 ] سمتا في العبادة من مكحول وربيعة بن يزيد . وكان له خاتم لا يلبسه ، وكان عليه مكتوب: أعذ مكحولا من النار .
621 - هشام بن الربيع بن زرارة بن كثير بن خباب ، أبو حية النميري :
شاعر مجيد فصيح ، كان يقدمه ، [أدرك الدولتين الأموية والعباسية] ، إلا أنه كان فيه هوج وجبن ، وكان يصرع في أوقات . أبو عمرو بن العلاء
قال ابن قتيبة : كان من أكذب الناس ، يحدث أنه يخرج إلى الصحراء فيدعو الغربان فتقع حوله ، فيأخذ منها ما شاء ، فقيل له: يا أبا حية ، أفرأيت إن أخرجناك إلى الصحراء تدعوها فلم تأتك ، فماذا نصنع بك؟ قال: أبعدها الله إذن .
وكان له سيف يسميه لعاب المنية ، ليس بينه وبين الخشبة شيء ، فحدث جارا له قال: دخل ليلة إلى بيته كلب فظنه لصا ، فانتضا سيفه وقال: أيها المغتر بنا ، المجترئ علينا ، بئس والله ما اخترت لنفسك ، سيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به ، اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك . فإذا الكلب قد خرج ، فقال:
الحمد لله الذي مسخك كلبا ، وكفانا حربا .