583 - سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أبو عمر :
روى عن أبيه ، وأبي أيوب ، . وكان فقيها عابدا جوادا صالحا ، وكان أشبه أولاد أبيه به ، وكان أبوه شديد المحبة له فإذا ليم على ذلك أنشد: وأبي هريرة
يلومونني في سالم وألومهم وجلدة بين العين والأنف سالم
[ ص: 114 ]أخبرنا المبارك بن علي ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا شجاع بن فارس ، محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن أخي ميمي ، قال: أخبرنا ابن صفوان ، أبو بكر القرشي ، قال: حدثني محمد بن الحسين ، قال: حدثني قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير ، هودة بن عبد العزيز ، قال:
زحم رجل فقال له سالم: بعض هذا رحمك الله ، فقال له الرجل: ما أراك إلا رجل سوء ، فقال له سالم: ما أحسبك أبعدت . سالم بن عبد الله
أخبرنا محمد بن القاسم ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا حمد بن أحمد ، أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال: حدثنا أبي ، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسين ، قال:
حدثنا أحمد بن سعيد ، قال: حدثنا ابن وهب ، قال: حدثني حنظلة ، قال:
رأيت سالم بن عبد الله بن عمر يخرج إلى السوق فيشتري حوائج نفسه .
أخبرنا إسماعيل بن أحمد بإسناد له عن أشهب بن مالك ، قال: أشبه بمن مضى من الصالحين في الزهد والقصد في العيش منه ، سالم بن عبد الله كان يلبس بدرهمين ، وقال له سليمان بن عبد الملك ورآه حسن السجية: أي شيء تأكل؟ قال: الخبز والزيت وإذا وجدت اللحم أكلته ، فقال له: أو تشتهيه ، قال: لم يكن أحد في زمن
إذا لم أشتهه تركته حتى أشتهيه .
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ ، قال: أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر ، قال: أخبرنا هبة الله بن إبراهيم الصواف ، قال: أخبرنا الحسن بن إسماعيل الضراب ، قال: أخبرنا أحمد بن مروان ، قال: أخبرنا عمير بن مرداس ، قال: حدثنا قال: سمعت الحميدي ، يقول: سفيان بن عيينة
دخل هشام بن عبد الملك الكعبة فإذا هو بسالم بن عبد الله ، فقال له: يا سالم سلني حاجة ، فقال له: إني لأستحي من الله أن أسأل في بيت الله غيره . فلما خرج خرج [ ص: 115 ] في أثره ، فقال له: الآن قد خرجت فسلني حاجة ، فقال له سالم: من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة؟ فقال: من حوائج الدنيا ، فقال له: ما سألت من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها .
توفي سالم بالمدينة في آخر ذي الحجة من هذه السنة ، وصلى عليه مقدمه هشام بن عبد الملك المدينة ودفن بالبقيع .
584 - طاووس بن كيسان اليماني ، ويكنى أبا عبد الرحمن ، مولى لهمذان :
حج أربعين حجة ، وجالس سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخبرنا أبو بكر العامري ، قال: أخبرنا علي بن صادق ، قال: أخبرنا قال: حدثنا أبو عبد الله بن باكويه ، عبد الواحد بن بكر ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال: حدثنا أحمد بن روح ، قال: حدثنا أحمد بن حامد ، قال: حدثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه قال:
صلى وهب بن منبه وطاووس اليماني الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة .
أخبرنا بإسناده عن عبد الوهاب الأنماطي أبي بكر بن عبيد ، قال: حدثنا الحسن بن يحيى ، قال: أخبرنا عبد الرزاق بن داود بن إبراهيم :
أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج ، فدق الناس بعضهم بعضا ، فلما كان السحر ذهب عنهم ، فنزل الناس يمينا وشمالا فألقوا أنفسهم فناموا ، وقام طاووس يصلي ، فقال له ابنه: ألا تنام فقد نصبت الليلة؟ فقال : ومن ينام السحر . طاووس
أخبرنا قال: أخبرنا ابن ناصر ، عبد القادر بن محمد ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا أبو علي التميمي ، أبو بكر بن مالك ، قال: أخبرنا قال: عبد الله بن أحمد بن حنبل ،
حدثني أبي ، قال: حدثنا قال: عبد الرزاق ،
قدم طاووس مكة فقدم أمير فقيل له: إن من فضله ، ومن ، ومن ، فلو أتيته ، قال: ما إليه من حاجة ، قالوا: إنا نخافه عليك ، قال: فما هو كما تقولون . [ ص: 116 ]
585 - العابد اليمني:
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ ، قال: أخبرنا أبو الحسن بن عبد الجبار ، قال:
قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الدقاق ، قال:
أخبرنا الحسين بن صوفان ، قال: أخبرنا أبو بكر بن عبيد ، قال: حدثني قال: حدثني أبو حاتم الرازي ، أحمد بن عبد الله بن عياض القرشي ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن كامل القرقساني ، قال: حدثنا علوان بن داود ، عن علي بن زيد ، قال:
قال : طاووس
بينا أنا بمكة بعث إلي الحجاج فأجلسني إلى جنبه وأتكأني على وسادة إذ سمع ملبيا يلبي حول البيت رافعا صوته بالتلبية ، فقال: علي بالرجل ، فأتي به ، فقال: ممن الرجل؟ قال: من المسلمين ، قال: ليس عن الإسلام سألتك ، قال: فعم سألت؟ قال:
سألتك عن البلد ، قال: من أهل اليمن ، قال: كيف تركت محمد بن يوسف؟ - يريد أخاه - قال: تركته عظيما وسيما لباسا ركابا خراجا ولاجا ، قال: ليس عن هذا سألتك ، قال: فعم سألت؟ قال: سألتك عن سيرته ، قال: تركته ظلوما غشوما ، مطيعا للمخلوق عاصيا للخالق ، فقال له الحجاج: ما حملك على أن تتكلم بهذا الكلام وأنت تعلم مكانه مني؟ قال الرجل: أتراه بمكانه منك أعز مني بمكاني من الله عز وجل وأنا وافد بيته ومصدق نبيه وقاضي دينه ، قال: فسكت الحجاج فما أجاب جوابا ، فقام الرجل من غير أن يؤذن له فانصرف .
قال : فقمت في أثره وقلت: الرجل حكيم ، فأتى البيت فتعلق بأستاره ثم قال: اللهم بك أعوذ وبك ألوذ ، اللهم اجعل لي في اللهف إلى جودك ، والرضا بضمانك مندوحة عن منع الباخلين وغنى عما في أيدي المستأثرين ، اللهم فرجك القريب ومعروفك القديم وعادتك الحسنة . ثم ذهب الناس فرأيته عشية عرفة وهو يقول: طاووس
اللهم إن كنت لم تقبل حجي وتعبي ونصبي فلا تحرمني الأجر على مصيبتي بتركك القبول . ثم ذهب في الناس فرأيته غداة جمع يقول: وا سوءتاه منك [والله] وإن عفوت . يردد ذلك . [ ص: 117 ]