ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
482 - سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر ، أبو أمية :
رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجده قد قبض ، فصحب أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وشهد معه وعليا ، صفين . وسمع من ولم يسمع من ابن مسعود ، عثمان شيئا .
أخبرنا عبد الخالق بن أحمد ، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي ، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان ، قال: حدثنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الجهني ، عن محمد بن أبان الجهني ، عن عمران بن مسلم ، قال :
كان سويد بن غفلة إذا قيل له أعط فلانا ، وول فلانا ، قال: حسبي كسرتي وملحي .
أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، قال: حدثنا قال: أخبرنا حمد بن أحمد ، أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ، قال: حدثنا محمد بن أبي سهل ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، إسحاق بن منصور ، قال: حدثنا عبد السلام ، عن يزيد بن عبد الرحمن ، عن المنهال بن خيثمة ، عن سويد بن غفلة ، قال:
[ ص: 228 ]
إذا أراد الله أن ينسي أهل النار جعل لكل واحد منهم تابوتا من نار على قدره ثم أقفل عليه بأقفال من نار ، فلا يضرب فيهم عرق إلا وفيه مسمار من نار ، ثم يجعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ، ثم يقفل عليه بأقفال من نار ثم يضرم بينهما نار ، ثم يجعل ذلك في تابوت آخر من نار ، ثم يقفل بأقفال من نار ثم يضرم بينهما ، فلا يرى أحدا منهم في النار غيره .
كان سويد من المعمرين الأقوياء ، تزوج وهو ابن ست عشرة سنة ومائة سنة . وكان يمشي إلى الجمعة ، ويؤم قومه في رمضان .
وتوفي في هذه السنة ، وقيل: في السنة التي بعدها ، وهو ابن ثمان وعشرين ومائة سنة .
483 - محمد بن علي بن أبي طالب ، وهو ابن الحنفية :
واسمها خولة بنت جعفر بن قيس . وقيل: كانت أمه من سبي اليمامة ، فصارت إلى علي .
وقالت رأيتها سندية سوداء ، وكانت أمة أسماء بنت أبي بكر: لبني حنيفة . ويكنى محمد أبا القاسم .
أنبأنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا ابن حيويه ، أحمد بن معروف ، قال: حدثنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا الفضل بن دكين ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، قالا: حدثنا قطر بن خليفة ، عن منذر الثوري ، قال: يقول : [ ص: 229 ] محمد ابن الحنفية
كانت هذه رخصة لعلي [بن أبي طالب] رضي الله عنه ، فإنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله ، إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك ، وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم .
قال مؤلف الكتاب رحمه الله : وقد كان جماعة يسمون سمعت محمدا ويكنون بأبي القاسم ، منهم: محمد بن أبي بكر ، محمد بن طلحة بن عبيد الله ، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن عبد الرحمن بن عوف ، ومحمد بن جعفر بن أبي طالب ، ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة ، ومحمد بن الأشعث بن قيس .
وأخبرنا محمد بن ناصر ، وعلي بن عمر بإسنادهما عن أبي بكر ابن أبي الدنيا ، قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمن ، قال: حدثني أبو عثمان المؤدب ، قال: قال محمد ابن الحنفية:
من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر .
قال أبو بكر بن عبيد: وحدثنا محمد بن عبد المجيد ، أنه سمع ابن عيينة يقول: قال محمد ابن الحنفية:
إن الله -عز وجل- جعل الجنة ثمنا لأنفسكم ، فلا تبيعوها بغيرها .
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، قال: أخبرنا حمد بن أحمد الحداد ، قال: أخبرنا قال: حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، أحمد بن محمد بن سنان ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال: حدثنا عمر بن محمد بن الحسن ، قال:
حدثنا أبي ، قال: حدثنا عن حماد بن سلمة ، علي بن زيد بن جدعان ، عن علي بن الحسين ، قال : كتب ملك الروم إلى يتهدده ويتواعده ويحلف أنه ليحملن عبد الملك بن مروان
[ ص: 230 ]
إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدي إليه الجزية فسقط في درعه ، فكتب إلى الحجاج: أن اكتب لمحمد ابن الحنفية فتهدده وتواعده ثم أعلمني ما يرد إليك من جوابه . فكتب الحجاج إلى بكتاب شديد ويتواعده بالقتل . قال: فكتب إليه ابن الحنفية إن لله -عز وجل- ثلاثمائة وستين لحظة في كل يوم إلى خلقه ، وأنا أرجو أن ينظر الله ، -عز وجل- إلي نظرة يمنعني بها منك . قال: فبعث ابن الحنفية: الحجاج بكتابه إلى عبد الملك ، فكتب عبد الملك إلى ملك الروم نسخته ، فقال ملك الروم: ما خرج هذا منك ولا أنت كتبت به ، وما خرج إلا من بيت نبوة . [ ص: 231 ]