الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

482 - سويد بن غفلة بن عوسجة بن عامر ، أبو أمية :

رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجده قد قبض ، فصحب أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، وشهد معه صفين . وسمع من ابن مسعود ، ولم يسمع من عثمان شيئا .

أخبرنا عبد الخالق بن أحمد ، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي ، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان ، قال: حدثنا أبو بكر القرشي ، قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الجهني ، عن محمد بن أبان الجهني ، عن عمران بن مسلم ، قال :

كان سويد بن غفلة إذا قيل له أعط فلانا ، وول فلانا ، قال: حسبي كسرتي وملحي .

أخبرنا محمد بن أبي القاسم ، قال: حدثنا حمد بن أحمد ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد ، قال: حدثنا محمد بن أبي سهل ، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا إسحاق بن منصور ، قال: حدثنا عبد السلام ، عن يزيد بن عبد الرحمن ، عن المنهال بن خيثمة ، عن سويد بن غفلة ، قال:

[ ص: 228 ]

إذا أراد الله أن ينسي أهل النار جعل لكل واحد منهم تابوتا من نار على قدره ثم أقفل عليه بأقفال من نار ، فلا يضرب فيهم عرق إلا وفيه مسمار من نار ، ثم يجعل ذلك التابوت في تابوت آخر من نار ، ثم يقفل عليه بأقفال من نار ثم يضرم بينهما نار ، ثم يجعل ذلك في تابوت آخر من نار ، ثم يقفل بأقفال من نار ثم يضرم بينهما ، فلا يرى أحدا منهم في النار غيره .

كان سويد من المعمرين الأقوياء ، تزوج وهو ابن ست عشرة سنة ومائة سنة . وكان يمشي إلى الجمعة ، ويؤم قومه في رمضان .

وتوفي في هذه السنة ، وقيل: في السنة التي بعدها ، وهو ابن ثمان وعشرين ومائة سنة .

483 - محمد بن علي بن أبي طالب ، وهو ابن الحنفية :

واسمها خولة بنت جعفر بن قيس . وقيل: كانت أمه من سبي اليمامة ، فصارت إلى علي .

وقالت أسماء بنت أبي بكر: رأيتها سندية سوداء ، وكانت أمة لبني حنيفة . ويكنى محمد أبا القاسم .

أنبأنا أبو محمد الجوهري ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، قال: أخبرنا أحمد بن معروف ، قال: حدثنا الحسين بن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا الفضل بن دكين ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، قالا: حدثنا قطر بن خليفة ، عن منذر الثوري ، قال: سمعت محمد ابن الحنفية يقول : [ ص: 229 ]

كانت هذه رخصة لعلي [بن أبي طالب] رضي الله عنه ، فإنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله ، إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك ، وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم .

قال مؤلف الكتاب رحمه الله : وقد كان جماعة يسمون محمدا ويكنون بأبي القاسم ، منهم: محمد بن أبي بكر ، محمد بن طلحة بن عبيد الله ، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص ، ومحمد بن عبد الرحمن بن عوف ، ومحمد بن جعفر بن أبي طالب ، ومحمد بن حاطب بن أبي بلتعة ، ومحمد بن الأشعث بن قيس .

وأخبرنا محمد بن ناصر ، وعلي بن عمر بإسنادهما عن أبي بكر ابن أبي الدنيا ، قال: حدثنا الحسين بن عبد الرحمن ، قال: حدثني أبو عثمان المؤدب ، قال: قال محمد ابن الحنفية:

من كرمت عليه نفسه لم يكن للدنيا عنده قدر .

قال أبو بكر بن عبيد: وحدثنا محمد بن عبد المجيد ، أنه سمع ابن عيينة يقول: قال محمد ابن الحنفية:

إن الله -عز وجل- جعل الجنة ثمنا لأنفسكم ، فلا تبيعوها بغيرها .

أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، قال: أخبرنا حمد بن أحمد الحداد ، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج ، قال: حدثنا عمر بن محمد بن الحسن ، قال:

حدثنا أبي ، قال: حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن علي بن الحسين ، قال : كتب ملك الروم إلى عبد الملك بن مروان يتهدده ويتواعده ويحلف أنه ليحملن

[ ص: 230 ]

إليه مائة ألف في البر ومائة ألف في البحر أو يؤدي إليه الجزية فسقط في درعه ، فكتب إلى الحجاج: أن اكتب لمحمد ابن الحنفية فتهدده وتواعده ثم أعلمني ما يرد إليك من جوابه . فكتب الحجاج إلى ابن الحنفية بكتاب شديد ويتواعده بالقتل . قال: فكتب إليه ابن الحنفية: إن لله -عز وجل- ثلاثمائة وستين لحظة في كل يوم إلى خلقه ، وأنا أرجو أن ينظر الله ، -عز وجل- إلي نظرة يمنعني بها منك . قال: فبعث الحجاج بكتابه إلى عبد الملك ، فكتب عبد الملك إلى ملك الروم نسخته ، فقال ملك الروم: ما خرج هذا منك ولا أنت كتبت به ، وما خرج إلا من بيت نبوة . [ ص: 231 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية