ثم دخلت
فمن الحوادث فيها وقوع الطاعون بالشام حتى كاد الناس يفنون من شدته . ولم يغز تلك السنة . سنة تسع وسبعين
وفيها: أصابت الروم أهل أنطاكية .
وفيها غزا عبيد الله رثبيل :
وذلك أن الحجاج كتب [إليه] : لا ترجع حتى تستبيح أرضه ، وتهدم قلاعه ، وتقتل مقاتلته ، وتسبي ذريته ، فخرج بمن معه من المسلمين وأهل الكوفة والبصرة .
وكان من أهل الكوفة شريح بن هانئ الحارثي ، وكان من أصحاب رضي الله عنه ، فمضى حتى أوغل في بلاد علي رثبيل ، فأصاب من الغنم والبقر والأموال ما شاء ، وهدم قلاعها وحصونها ، ودنوا من مدينة الترك ، فأخذوا على المسلمين بالعقاب والشعاب ، وخلوهم والرساتيق ، فسقط في يد المسلمين ، فظنوا أن قد هلكوا ، فبعث ابن أبي بكرة إلى إني مصالح القوم على أن أعطيهم مالا ويخلوا بيني وبين الخروج ، فأرسل إليهم فصالحهم على سبعمائة ألف درهم ، فقال له شريح بن هانئ: شريح: إنك لا تصالح على شيء إلا حسبه السلطان عليكم في أعطياتكم ، فقالوا: منعنا العطاء أهون من هلاكنا ، فقال شريح: والله لقد بلغت سنا وما أظن ساعة تأتي علي فتمضي [ ص: 204 ] حتى أموت ، ولقد كنت أطلب الشهادة منذ زمان ، فأتتني اليوم ، يا أهل الشام ، تعاونوا على عدوكم . فقال له ابن أبي بكرة: إنك شيخ قد خرفت ، فقال له شريح: إنما حسبك أن يقال: بستان ابن أبي بكرة ، أو حمام ابن أبي بكرة ، يا أهل الشام ، من أراد الشهادة فليأت ، فتبعه ناس من المتطوعة ، فقاتل حتى قتل في ناس من أصحابه ثم خرج المسلمون من تلك البلاد .