تنبيهات
الأول : قال العلماء رضي الله تعالى عنهم : : أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما سيكلفونه من القيام بأمر أمتهم ، ولأن في مخالطتها ما يحصل الحلم والشفقة ، لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى ، ونقلها من مسرح إلى مسرح ، ودفع عدوها من سبع وغيره كالسارق ، وعلموا اختلاف طباعها وشدة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهدة ألفوا من ذلك الصبر على الأمة وعرفوا اختلاف طباعها وتفاوت عقولها ، فجبروا كسيرها ورفقوا بضعيفها وأحسنوا التعاهد لها ، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كلفوا القيام بذلك من أول وهلة لما تحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم ، وخصت الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر لإمكان ضبط الإبل والبقر بالربط دونها في العادة المألوفة ومع أكثرية تفرقها فهي أسرع انقيادا من غيرها . وفي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بعد أن علم أن أكرم الخلق على الله [ ص: 157 ] تعالى ما كان عليه من عظيم التواضع لربه والتصريح بمنته عليه وعلى إخوانه من الأنبياء صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين . الحكمة في إلهام رعي الغنم قبل النبوة
الثاني : في فتاوى الشيخ رحمه الله تعالى نقلا عن الحنفية والمالكية والحنابلة ومقتضى مذهب : أنه الشافعي . يعزر من قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم راعي غنم . إذا عير برعيها