الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              مسألة : قال قوم : قوله تعالى : { فإطعام ستين مسكينا } نص في وجوب رعاية العدد ومنع الصرف إلى مسكين واحد في ستين يوما .

              وقطعوا ببطلان تأويله . وهو عندنا من جنس ما تقدم ، فإنه إن أبطل لقصور الاحتمال وكون الآية نصا بالوضع الثاني فهو غير مرضي ، فإنه يجوز أن يكون ذكر المساكين لبيان مقدار الواجب ، ومعناه : فإطعام طعام ستين مسكينا ، وليس هذا ممتنعا في توسع لسان العرب ، نعم دليله تجريد النظر إلى سد الخلة والشافعي يقول : لا يبعد أن يقصد الشرع ذلك ; لإحياء ستين مهجة تبركا بدعائهم وتحصنا عن حلول العذاب بهم ، ولا يخلو جمع من المسلمين عن ولي من الأولياء يغتنم دعاؤه ; ولا دليل على بطلان هذا المقصود فتصير الآية نصا بالوضع الأول لا بالوضع الثاني [ ص: 200 ] هذه أمثلة التأويل .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية