مسألة انفراد الثقة بزيادة في الحديث
عن جماعة النقلة مقبول عند الجماهير سواء كانت الزيادة من حيث اللفظ أو من حيث المعنى ; لأنه لو انفرد بنقل حديث عن جميع الحفاظ لقبل ، فكذلك إذا انفرد بزيادة لأن العدل لا يتهم بما أمكن . فإن قيل : يبعد انفراده بالحفظ مع إصغاء الجميع . قلنا تصديق الجميع أولى إذا كان ممكنا وهو قاطع بالسماع والآخرون ما قطعوا بالنفي ، فلعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذكره في مجلسين : فحيث ذكر الزيادة لم يحضر إلا الواحد أو كرر في مجلس واحد وذكر الزيادة في إحدى الكرتين ولم يحضر إلا الواحد . ويحتمل أن يكون راوي النقص دخل في أثناء المجلس فلم يسمع التمام ، أو اشتركوا في الحضور ونسوا الزيادة إلا واحدا ، أو طرأ في أثناء الحديث سبب شاغل مدهش فغفل به البعض عن الإصغاء فيختص بحفظ الزيادة المقبل على الإصغاء ، أو عرض لبعض السامعين خاطر شاغل عن الزيادة أو عرض له مزعج يوجب قيامه قبل التمام ، فإذا احتمل ذلك فلا يكذب العدل ما أمكن .