فصل وأما دعوى موسى عليه السلام ، أخبر أن شريعته لا تنسخ فمحال . من ادعى أن
ويقال: إن ابن الراوندي علمهم أن يقولوا: أن موسى قال: لا نبي بعدي ، ويدل على ما قلنا: أنه لو صح قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السلام ؛ لأن الله تعالى لا يصدق بالمعجزة [ ص: 115 ] من كذب موسى ، فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى ، فإن اعترفوا ببعض معجزاته ، لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السلام ، لأنه قال: لا نبي بعدي ، ومما يدل على كذبهم فيما ادعوا ، أن اليهود ما كانوا يحتجون على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بكل شيء .
وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مصدقا لموسى عليه السلام ، وحكم عليهم بالرجم عملا بما في شريعة موسى صلى الله عليه وسلم ، فهلا احتجوا عليه بذلك ، ولو احتجوا لشاع نقل ذلك ، فدل على أنه قول ابتدع بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .