[ ص: 157 ] الباب السابع باب: أقسام المنسوخ
المنسوخ من القرآن على ثلاثة أقسام: فالقسم الأول: ما نسخ رسمه وحكمه .
" أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، قال: أخبرنا عمر بن عبيد الله البقال ، قال: أخبرنا ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران إسحاق بن أحمد الكاذي ، قال: حدثنا ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال: أخبرنا أبو اليمان شعيب ، عن ، قال: أخبرني الزهري ، أبو أمامة بن سهل بن حنيف أن رهطا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أخبروه: " أنه قام رجل منهم من جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها ، فلم يقدر منها على شيء إلا: بسم الله الرحمن الرحيم ، فأتى باب النبي صلى الله عليه وسلم حين أصبح ، يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، جاء آخر وآخر حتى اجتمعوا ، فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم ، فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة ، ثم أذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه [ ص: 158 ] خبرهم ، وسألوه عن السورة فسكت ساعة ، لا يرجع إليهم شيئا ، ثم قال: " نسخت البارحة فنسخت من صدورهم ، ومن كل شيء كانت فيه " أخبرنا المبارك بن علي ، قال: أخبرنا أحمد بن الحسين بن قريش ، قال: أخبرنا ، قال: أبنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق أبو بكر عبد الله بن أبي داود ، قال: حدثنا سليمان بن داود بن حماد ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس بن يزيد ، عن ، قال: أخبرني ابن شهاب " أبو أمامة بن سهل بن حنيف أن رجلا كانت معه سورة فقام من الليل يقرؤها ، فلم يقدر عليها ، قال: فأصبحوا فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاجتمعوا عنده ، فقال بعضهم: يا رسول الله ، قمت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا فلم أقدر عليها ، وقال الآخر: ما جئت يا رسول الله إلا لذلك ، وقال الآخر وأنا يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها نسخت البارحة " [ ص: 159 ] قال أبو بكر بن أبي داود ، وحدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ، قال: أبنا عفان ، قال: بنا حماد ، قال: بنا علي بن زيد ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن أبيه ، عن ، قال: " نزلت سورة مثل براءة ، ثم رفعت فحفظ منها: إن الله يؤيد الدين بأقوام لا خلاق لهم ، ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من تاب " قال أبي موسى ابن أبي داود : وحدثنا محمد بن عثمان العجلي ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو نعيم سيف ، عن ، قال: " إن الأحزاب كانت مثل البقرة أو أطول " [ ص: 160 ] قال مجاهد ابن أبي داود : وحدثنا عباد بن يعقوب ، قال: أخبرنا شريك ، عن ، عن عاصم ، قال: قال زر : كيف تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت: سبعين أو إحدى وسبعين آية ، قال: والذي أحلف به لقد نزلت على أبي بن كعب محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنها لتعادل البقرة أو تزيد عليها .
وقد روي عن رضي الله عنه ، أنه قال: ابن مسعود أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فكتبتها في مصحفي ، فأصبحت ليلة فإذا الورقة بيضاء ، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: " أما علمت أن تلك رفعت البارحة " .
[ ص: 161 ] القسم الثاني: ما نسخ رسمه وبقي حكمه:
" أخبرنا ابن الحصين ، قال: أخبرنا ابن المذهب ، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا ، قال: حدثني أبي ، قال: حدثني عبد الله بن أحمد إسحاق بن عيسى الطباع ، قال: حدثنا ، قال: حدثني مالك بن أنس ، عن ابن شهاب عبيد الله بن عبد الله ، أن أخبره ، قال: " ابن عباس على المنبر ، فلما سكت المؤذن قام ، فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال: أما بعد ، أيها الناس فإني قائل مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن وعاها وعقلها ، فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ، ومن لم يعها ، فلا أحل له أن يكذب علي: إن الله عز وجل بعث عمر محمدا صلى الله عليه وسلم [ ص: 162 ] بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها ووعيناها وعقلناها ، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان ، أن يقول قائل: لا نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله ، فالرجم في كتاب الله حق ، على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة أو الحبل أو الاعتراف ، ألا وإنا قد كنا نقرأ: لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم . جلس
أخرجاه في الصحيحين وفي رواية ، عن الزهري ، وايم الله لولا أن يقول قائل: زاد ابن عيينة في كتاب الله لكتبتها في القرآن [ ص: 163 ] أخبرنا عمر المبارك بن علي ، قال: أخبرنا أبو العباس بن قريش ، قال: أخبرنا ، قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي محمد بن إسماعيل الوراق ، قال: حدثنا ابن أبي داود ، قال: حدثنا عيسى بن حماد ، قال: أخبرنا ، عن الليث يحيى بن سعيد ، عن ، سعيد بن المسيب ، قال: " أيها الناس ، قد سننت لكم السنن ، وفرضت لكم الفرائض ، وتركتكم على الواضحة ، أن لا تضلوا بالناس يمينا وشمالا ، وآية الرجم لا تضلوا عنها ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا ، وأنها قد أنزلت ، وقرأناها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة ، ولولا أن يقال: زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها بيدي عمر قال أن ابن أبي داود ، وحدثنا موسى بن سفيان ، قال: حدثنا عبد الله يعني ابن الجهم ، قال: حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن ، عن عاصم بن أبي النجود ، أن زر سأله: " كم تقرأ هذه السورة ؟ يعني [ ص: 164 ] الأحزاب ، قال: إما ثلاثا وسبعين وإما أربعا وسبعين ، قال: إن كنا لنقرؤها كما نقرأ سورة البقرة ، وإن كنا لنقرأ فيها ، إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم " قال أبي بن كعب ابن أبي داود : وحدثنا يعقوب بن سفيان ، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال: أخبرنا ، قال: حدثني أن نافع بن عمر ابن أبي مليكة ، عن ، قال: قال المسور بن مخرمة عمر بن الخطاب : " ألم تجد فيما أنزله الله علينا: "أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة "، فإنا لا نجدها ، قال: سقطت فيما أسقط من القرآن [ ص: 165 ] قال: وحدثنا لعبد الرحمن بن عوف محمد بن معمر ، قال: حدثنا أبو عاصم ، عن ، قال: حدثني ابن جريج ابن أبي حميد ، قال: أخبرتني حميدة ، قال: أوصت لنا رضي الله عنها بمتاعها ، فكان في مصحفها " إن الله وملائكته يصلون على النبي والذين يصلون الصفوف الأولى " أخبرنا عائشة ابن الحصين ، قال: أخبرنا ابن المذهب ، قال: وأخبرنا أحمد بن جعفر ، قال: حدثنا ، قال: حدثني أبي ، قال: أبنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثنا عبد الصمد ، قال: حدثنا همام إسحاق ،عن رضي الله عنه ، " أنس حراما خاله في سبعين رجلا ، فقتلوا يوم بئر معونة ، قال: فأنزل علينا ، فكان مما نقرأ ، فنسخ ، أن بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا " . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث [ ص: 166 ]
انفرد بإخراجه . البخاري