وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا
وإذ اعتزلتموهم خطاب بعضهم لبعض . وما يعبدون إلا الله عطف على الضمير المنصوب ، أي وإذ اعتزلتم القوم ومعبوديهم إلا الله ، فإنهم كانوا يعبدون الله ويعبدون الأصنام كسائر المشركين . ويجوز أن تكون (ما) مصدرية على تقدير وإذ اعتزلتموهم وعبادتهم إلا عبادة الله ، وأن تكون نافية على أنه إخبار من الله تعالى عن الفتية بالتوحيد معترض بين (إذ) وجوابه لتحقيق اعتزالهم . فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم يبسط الرزق لكم ويوسع عليكم . من رحمته في الدارين . ويهيئ لكم من أمركم مرفقا ما ترتفقون به أي تنتفعون ، وجزمهم بذلك لنصوع يقينهم وقوة وثوقهم بفضل الله تعالى ، وقرأ نافع وابن عامر مرفقا بفتح الميم وكسر الفاء وهو مصدر جاء شاذا كالمرجع والمحيض فإن قياسه الفتح .