حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللعان
قال تعالى : ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ) [ النور : 69 ] .
وثبت في " الصحيحين " : من حديث ، سهل بن سعد عويمرا العجلاني [ ص: 319 ] قال لعاصم بن عدي : أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل ؟ فسل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها ، حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إن عويمرا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : " قد نزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها " فتلاعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فرغا قال : كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها ، فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . قال أن : فكانت تلك سنة المتلاعنين . الزهري
قال سهل : وكانت حاملا ، وكان ابنها ينسب إلى أمه ، ثم جرت السنة أن يرثها وترث منه ما فرض الله لها .
وفي لفظ : ( ) فتلاعنا في المسجد ، ففارقها عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاكم التفريق بين كل متلاعنين
وقول سهل : وكانت حاملا إلى آخره ، هو عند من قول البخاري ، الزهري : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وللبخاري عويمرا إلا قد صدق عليها ، وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة ، فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها " فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر ) انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين ، فلا أحسب
وفي لفظ : " وكانت حاملا فأنكر حملها
وفي " صحيح " مسلم أن فلان بن فلان قال : يا رسول الله ، أرأيت لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع ؟ إن تكلم [ ص: 320 ] تكلم بأمر عظيم ، وإن سكت سكت على مثل ذلك ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجبه ، فلما كان بعد ذلك أتاه فقال : إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به ، فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النور : ( ابن عمر والذين يرمون أزواجهم ) فتلاهن عليه ووعظه وذكره ، وأخبره أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، قال : لا والذي بعثك بالحق ما كذبت عليها ، ثم دعاها فوعظها وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، قالت : لا والذي بعثك بالحق إنه لكاذب ، فبدأ بالرجل ، فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، ثم ثنى بالمرأة ، فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين ، والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ، ثم فرق بينهما . من حديث
وفي " الصحيحين " عنه ( . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين " حسابكما على الله أحدكما كاذب ، لا سبيل لك عليها " قال : يا رسول الله مالي ؟ قال لا مال لك ، إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها ، وإن كنت كذبت عليها فهو أبعد لك منها
وفي لفظ لهما : وقال : " والله إن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ؟ ". فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المتلاعنين
وفيهما عنه : ( أن رجلا لاعن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما ، وألحق الولد بأمه
وفي " صحيح " : ( مسلم رضي الله عنه في قصة [ ص: 321 ] المتلاعنين ، فشهد الرجل أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين ، ثم لعن الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ، فذهبت لتلعن ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مه " فأبت فلعنت ، فلما أدبر قال : لعلها أن تجيء به أسود جعدا " فجاءت به أسود جعدا ابن مسعود . من حديث
وفي " صحيح " من حديث مسلم ( أنس بن مالك هلال بن أمية قذف امرأته بشريك ابن سحماء ـ وكان أخا لأمه ـ وكان البراء بن مالك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطا قضيء العينين فهو أول رجل لاعن في الإسلام لهلال بن أمية ، وإن جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين ، فهو لشريك ابن سحماء ، قال : فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين ) أن
وفي " الصحيحين " نحو هذه القصة ، فقال له رجل : أهي المرأة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو رجمت أحدا بغير بينة لرجمت هذه " ؟ فقال ابن عباس : لا ، تلك امرأة كانت تظهر في الإسلام السوء ابن عباس . من حديث
ولأبي داود في هذا الحديث ، عن : ابن عباس . [ ص: 322 ] ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما ، وقضى أن لا يدعى ولدها لأب ، ولا ترمى ولا يرمى ولدها ، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحد ، وقضى ألا بيت لها عليه ولا قوت ، من أجل أنهما يتفرقان من غير طلاق ولا متوفى عنها
وفي القصة ، قال عكرمة : فكان بعد ذلك أميرا على مصر وما يدعى لأب .
وذكر : البخاري هلال بن أمية قذف امرأته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بشريك ابن سحماء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " البينة أو حد في ظهرك " فقال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة ؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " البينة وإلا حد في ظهرك " ، فقال : والذي بعثك بالحق إني لصادق ، ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد ، فنزل جبريل عليه السلام وأنزل عليه : ( والذين يرمون أزواجهم . . ).. الآيات ، فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم إليها ، فجاء هلال فشهد ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله يعلم أن أحدكما كاذب ، فهل منكما تائب ؟ " فشهدت ، فلما كانت عند الخامسة وقفوها وقالوا : إنها موجبة ، قال رضي الله عنهما : فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ، ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو ابن عباس لشريك ابن سحماء " فجاءت به كذلك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لولا ما مضى من كتاب الله كان لي ولها شأن )
وفي " الصحيحين " : قال : يا رسول الله أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلا أيقتله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، فقال سعد بن عبادة سعد : بلى والذي بعثك بالحق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسمعوا إلى ما يقول سيدكم " . وفي لفظ آخر : أن . وفي لفظ آخر : يا رسول الله ، إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء ؟ قال : " نعم " . وفي لفظ : لو وجدت مع أهلي رجلا لم أهجه حتى آتي بأربعة شهداء ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم " ، قال كلا والذي [ ص: 323 ] بعثك بالحق نبيا إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسمعوا إلى ما يقول سيدكم ، إنه لغيور ، وأنا أغير منه ، والله أغير مني " ) لو رأيت مع امرأتي رجلا لضربته بالسيف غير مصفح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتعجبون من غيرة سعد ؟ فوالله لأنا أغير منه ، والله أغير مني ، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ولا شخص أغير من الله ، ولا شخص أحب إليه العذر من الله ، من أجل ذلك بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ، ولا شخص أحب إليه المدحة من الله ، من أجل ذلك وعد الله الجنة