ومن الباب : الشهود : جمع الشاهد ، وهو الماء الذي يخرج على رأس الصبي إذا ولد ، ويقال بل هو الغرس . قال الشاعر :
فجاءت بمثل السابري تعجبوا له والثرى ما جف عنه شهودها
وقال قوم : شهود الناقة : آثار موضع منتجها من دم أو سلى . والشهيد : القتيل في سبيل الله ، قال قوم : سمي بذلك لأن ملائكة الرحمة تشهده ، أي تحضره .
وقال آخرون : سمي بذلك لسقوطه بالأرض ، والأرض تسمى الشاهدة . والشاهد : اللسان ، والشاهد : الملك . وقد جمعهما الأعشى في بيت :
فلا تحسبني كافرا لك نعمة على شاهدي يا شاهد الله فاشهد
فشاهده : اللسان : وشاهد الله جل ثناؤه ، هو الملك ، فأما قوله جل وعز : شهد الله أنه لا إله إلا هو ، فقال أهل العلم : معناه أعلم الله عز وجل ، بين الله ، كما يقال : شهد فلان عند القاضي ، إذا بين وأعلم لمن الحق وعلى من هو .
[ ص: 222 ] وامرأة مشهد ، إذا حضر زوجها ، كما يقال للغائب زوجها : مغيب . فأما قولهم أشهد الرجل ، إذا مذى ، فكأنه محمول على الذي ذكرناه من الماء الذي يخرج على رأس المولود .
ومما شذ عن هذا الأصل : الشهد : العسل في شمعها ; ويجمع على الشهاد . قال :
إلى ردح من الشيزى ملاء لباب البر يلبك بالشهاد