فصل :
237 - ذكر - رحمه الله - في دلائل النبوة : حدثنا أبو الشيخ ، ثنا الحسن بن محمد ، ثنا أبو زرعة سعيد بن حفص الحراني ، ثنا ، عن محمد بن سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثت عن عبد الرحمن بن الحارث عبد الرحمن بن خباب ، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، محمد بينكم وبين نفسه ، انظروا ما قال لكم ، فإن يك حقا ، فالرجل نبي مرسل ، وإلا يكن حقا ، فأنتم على ما أنتم عليه لم يزدكم في أمركم ذلك إلا شدة ، ثم خرجوا يتلقون الركبان ، فلا يسألون عن بلد من البلدان التي ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أخبروا عنه بمطر ، قال : فقالوا : سأل الركبان كما سألنا ، فأخبر ، ولكن انظروا الليلة التي وعدكم فيها ما وعدكم ، فلما كانت الليلة التي وعدهم فيها ما وعدهم أمطروا ، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : إنا كنا أهل ريب ، فهلم نبايعك بيعة جديدة ، فبايعهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحسن إسلامهم ، وبورك لهم في ذلك المجلس . بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجده ، ومعه رجال من أهل الريب ، وهم المنافقون ، إذ نشأت سحابة ، قال : فأبدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عينيه ، ثم جعل كأنه يتبع بصره شيئا حتى نظر نحو بعض حجره ، قال : فقام ، فلبث ما شاء الله ، ثم رجع ، فجلس ، فقلنا : يا رسول الله ، رأيناك تصنع شيئا ما رأيناك تصنعه ، قال : إني بينا أنا معكم ، إذ نظرت إلى ملك تدلى من هذه السحابة ، فأتبعته بصري أنظر أين يعمد ، فإذا هو قد وقع في بعض حجري ، فقمت إليه ، فسلم علي ، ثم قال : إني لم أزل أستأذن ربي في لقيك حتى كان هذا أوان أذن لي في ذلك ، وإني أبشرك يا محمد ، أنه ليس آدمي أكرم على ربه منك ، قلت : ومن أنت ؟ قال : أنا ملك السحاب الذي وكل به ، قلت : فهل أمطرتم شيئا من البلدان ؟ قال : نعم ، أمطرنا بلد كذا ، وكذا ، وبلد كذا ، وكذا ، وبلد كذا ، وكذا ، وبلد كذا ، وكذا ، قلت : فهل أمرتم لنا بشيء ؟ قال : أما في شهركم هذا ، فلا ، ولكنا قد أمرنا أن نمطركم في شهركم الداخل ليلة كذا ، وكذا في كذا ، وكذا من الشهر ، قال : ثم قام رسول - صلى الله عليه وسلم - ، وتفرقنا ، فقال : أولئك النفر [ ص: 184 ] من المنافقين قد فصل