فصل :
135 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون العدل ببغداد رحمه الله أنا أبو علي ابن شاذان ، أنا ، ثنا أبو بكر الشافعي الحسين بن شاكر ، ثنا ، ثنا محمد بن يوسف قال ذكر أبو قرة زمعة بن صالح ، عن حدثني زياد بن سعد أنه سمع أبو الزبير يونس بن خباب الكوفي يحدث أنه سمع أبا عبيدة بن عبد الله يحدث عن رضي الله عنه عبد الله بن مسعود مكة في عمرة وقالت يا رسول الله إن ابني قد أفسده الشيطان والله ما يدعه ساعة قال ارفعيه إلي فجعل رأسه بين فخذيه وواسطة الرحل ثم فتح فمه فبزق فيه وقال أنا رسول الله فاخرج عدو الله ودفعه إليها وقال قد برأ ابنك فجيئينا إذا رجعنا إلى هذا المنزل إن شاء الله فلما رجع أقبلت إليه بثلاثة أكبش يسوقهن الغلام فقال لها كيف فعل ابنك هو هذا يا رسول الله قد برأ وقد أهدى لك ثلاثة أكبش قال يا خذ منها واحدا واترك لها اثنين قال ثم ذهب إلى الغائط وكان يبعد حتى لا يراه أحد فلم يجد شيئا يتوارى وراءه فبصر بشجرتين متباعدتين فقال اذهب إلى هاتين الشجرتين فقل لهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا فيتوارى وراءكما فمشت إحداهما إلى الأخرى حتى قضى حاجته ثم عادت كل واحدة منهما إلى مكانها ثم أقبلنا حتى إذا دخلنا أزقة بلال المدينة جاء جمل يشتد إليه حتى سجد له ثم قام بين يديه فذرفت عيناه فقال من صاحب هذا الجمل قالوا فلان قال ادعوه إلي فأتاه فقال ما شأنك وهذا الجمل يشكوك قال هذا جمل كنا نسنوا عليه من عشرين سنة ثم سمناه فأردنا أن ننحره فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئسما جزيته قد اشتكى ذلك أعملت عليه عشرين سنة حتى إذا كبرت سنه وضعف عظمه أردت أن تنحره بعنيه أو هبه لي فقال هو لك يا رسول الله فقال أرسلوا به إلى الظهر فأرسل إلى الظهر [ ص: 127 ] مع ظهره فقال الناس حينئذ يا رسول الله نحن أحق أن نسجد لك من هذا الجمل فقال معاذ الله أن يسجد لي أحد ولو قلت لأحد أن يسجد لأحد لقلت للمرأة أن تسجد لزوجها . أنه قد جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن مقبلون إلى
قال الإمام رحمه الله : قوله وكان يبعد بضم الياء أي يذهب بعيدا ، وقوله نسنوا عليه أي نسقي عليه الماء للحرث والزرع ، والظهر الركاب وهي الإبل التي تركب .