134 - وأخبرنا ، أنا الحسن ، ثنا عبد الصمد ، ثنا أبو العباس قال وقال أبو حفص ، عن عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل عن أبي إسحاق البراء قال أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن عتيك وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعين عليه وكان في حصن له أبو رافع بأرض الحجاز فلما دنوا منه وقد غربت الشمس وراح الناس بسرحهم قال عبد الله لأصحابه اجلسوا مكانكم فإني منطلق ومتلطف للبواب لعلي أن أدخل فأقبل حتى دنا من الباب تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن أغلق الباب فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأغاليق على ود فقال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب وكان يسمر عنده وكان في علالي له فلما ذهب عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل قلت إن القوم نذروا لم يخلصوا إلي حتى أقتله وانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت قلت أبو رافع قال من هذا فأهويت نحو الصوت فأضربه ضربة بالسيف وأنا دهش فما أغنيت شيئا وصاح فخرجت من البيت فأمكث غير بعيد ثم دخلت إليه فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع قال لأمك الويل إن رجلا في البيت ضربني قبل بالسيف قال فأضربه ضربة أثخنته ولم أقتله ثم وضعت صبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة وانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة ثم انطلقت حتى جلست على الباب فقلت لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعى أبا رافع تاجر أبا رافع أهل الحجاز فانطلقت إلى أصحابي فقلت النجاء فقد قتل الله فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال ابسط رجلك فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها قط . أبا رافع بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
قال الإمام رحمه الله : قوله راح الناس بسرحهم أي انصرفوا بالإبل والغنم عشيا من [ ص: 126 ] مراعيها إلى الحصن ، وكمنت أي استترت والأغاليق المفاتيح ، وكذلك الأقاليد ، والود الوتد ، يسمر عنده أي يتحدث عنده بالليل ، علالي جمع علية وهي الغرفة ، نذروا علموا ، قلت أبا رافع منادى مضاف ، فأهويت قصدت ، صبيب السيف ذبابه وهو طرفه ، والناعي الذي يخبر بالموت ، والنجاء السرعة . وانتصابه على المصدر أي انجوا النجاء .