219 - أخبرنا أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا الحسن بن أبي الجهم قال : ثنا الحسين بن الفرج قال : ثنا حدثني محمد بن عمر الواقدي أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن عبد الله بن كعب بن مالك قال : بعكاظ ومجنة وذي المجاز يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالة ربه عز وجل ولهم الجنة ، فلا يجد أحدا ينصره حتى إنه يسأل عن القبائل ومنازلهم قبيلة قبيلة حتى انتهى إلى بني عامر بن صعصعة ، فلم يلق من أحد من الأذى قط ما لقي منهم حتى خرج من عندهم وإنهم ليرمونه من [ ص: 293 ] ، ورائه حتى انتهى إلى بني محارب بن خصفة ، فوجد فيهم شيخا ابن مائة سنة وعشرين سنة ، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعاه إلى الإسلام أن يمنعه حتى يبلغ رسالة ربه ، فقال الشيخ : أيها الرجل قومك أعلم بنبئك ، والله لا يؤوب بك رجل إلى أهله إلا آب بشر ما يؤوب به أهل الموسم ، فأغن عنا نفسك ، وإن أبا لهب لقائم يسمع كلام المحاربي ، ثم وقف أبو لهب على المحاربي ، فقال : لو كان أهل الموسم كلهم مثلك لترك هذا الدين الذي هو عليه ، إنه صابئ كذاب ، قال المحاربي : أنت والله أعرف به ؛ هو ابن أخيك ولحمتك ، ثم قال المحاربي : لعل به يا أبا عتبة لمما ، فإن معنا رجلا من الحي يهتدي لعلاجه ، فلم يرجع أبو لهب بشيء غير أنه إذا رآه وقف على حي من أحياء العرب صاح به أبو لهب : إنه صابئ كاذب . " أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين من نبوته مستخفيا ، ثم أعلن في الرابعة ، فدعا عشر سنين يوافي الموسم ، يتبع الحاج في منازلهم
قال الشيخ رحمة الله عليه : ومن القبائل الذين سماهم الواقدي أنه عليه السلام عرض عليهم نفسه ودعاهم إلى الإسلام : بنو عامر ، وغسان ، وبنو ، فزارة ، وبنو مرة ، وبنو حنيفة ، وبنو سليم ، وبنو عبس ، وبنو نصر من هوازن ، وثعلبة بن العكابة ، وكندة ، وكلب ، وبنو الحارث بن كعب ، وبنو عذرة ، وقيس بن الخطيم ، وأبو الجيش أنس بن أبي رافع .