الفصل الواحد والعشرون : في سفرا وحضرا فوران الماء من بين أصابعه
وهذه الآية من أعجب الآيات أعجوبة ، وأجلها معجزة وأبلغها دلالة ، شاكلت دلالة موسى في تفجر الماء من الحجر حين ضربه بعصاه ، بل هذا أبلغ في الأعجوبة ، لأن نبوع الماء من بين اللحم والعظم أعجب وأعظم من خروجه من الحجر ، لأن الحجر سنخ من أسناخ الماء ، مشهور في المعلوم ، مذكور في المتعارف ، وما روي قط ولا سمع في ماضي الدهور بماء نبع وانفجر من آحاد بني آدم حتى صدر عنه الجم الغفير من الناس ، والحيوان روي ، وانفجار الماء من الأحجار ليس بمنكر ، ولا بديع ، وخروجه وتفجيره بين الأصابع معجز بديع .