[ ص: 1519 ] قصة عوج وعظم خلقه وبيان شأنه
989 - 1 حدثنا أحمد بن محمد المصاحفي ، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ، قال : حدثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، قال : ذكر وهب - رحمه الله تعالى - : عوج بن عنق كانت أمه من بنات آدم - عليه السلام - ، وكانت من أحسنهن وأجملهن ، وكان عوج ممن ولد في دار آدم - عليه السلام - ، وكان جبارا ، خلقه الله تعالى كما شاء أن يخلقه ، ولا يوصف عظما وطولا وعمرا ، فعمر ثلاثة آلاف وستمائة ، وكان طوله ثمانمائة ذراع ، وعرضه أربعمائة ذراع ، حتى أدرك زمان موسى - عليه السلام - ، وبني إسرائيل ، وكان قد سأل أن نوحا - عليه السلام - أن يحمله معه في السفينة ، فقال له نوح - عليه السلام - : " لم أومر بحملك أي عدو الله ، اغرب عني ، فكان زمان الغرق ، الماء إلى حجزته ، وكان يتناول [ ص: 1520 ] الحوت من البحر ، فيرفعه بيده في الهواء فينضجه بحر الشمس ، ثم يأكله ، وكان سبب هلاكه أنه اطلع على بني إسرائيل ، وهم في عسكرهم ، فحرزهم حتى عرف قدره ، وكان عسكرهم فرسخين ، فعمد إلى جبل ، فسلخ منه حجرا على قدر العسكر ، ثم احتمله على رأسه يريد أن يطبقه عليهم ، فأرسل الله عز وجل هدهدا ليريهم قدرته ، فأقبل وفي منقاره حجر من السامور ، فجاب الحجر على قدر رأس عوج ، وهو لا يدري ، ثم ضربه بجناحه ضربة ، فوقع في عنقه ، فأخبر موسى - عليه السلام - خبره ، فخرج إليه ومعه العصا ، فلما نظر إليه موسى - عليه السلام - وبسطته سبع أذرع ، وطول العصا سبع أذرع ، ووثبته إلى السماء سبع أذرع ، فضربه بالعصا أسفل من كعبه ، فقتله ، فمكث زمانا بين ظهراني بني إسرائيل ميتا " .