4 - رضاع الكبير
15472 - أخبرنا أبو بكر، وأبو زكريا، قالوا: حدثنا وأبو سعيد، أخبرنا أبو العباس، أخبرنا الربيع، أخبرنا الشافعي، عن مالك، أنه سئل عن رضاعة الكبير، فقال: أخبرني ابن شهاب: عروة بن الزبير، أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان شهد بدرا وكان قد تبنى سالما الذي يقال له: سالم مولى أبي حذيفة، كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنكح زيد بن حارثة، أبو حذيفة سالما وهو يرى أنه ابنه، فأنكحه بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة، وهي يومئذ من المهاجرات الأول، وهي يومئذ من أفضل أيامى قريش، فلما أنزل الله في ما أنزل، فقال: ( زيد بن حارثة ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ) ، رد كل واحد من أولئك من تبنى إلى أبيه، فإن لم يعلم أباه رده إلى الموالي، فجاءت سهلة بنت سهيل، وهي امرأة أبي حذيفة، وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، كنا نرى سالما ولدا، وكان يدخل علي وأنا فضل وليس لنا [ ص: 263 ] إلا بيت واحد، فماذا ترى في شأنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها" ففعلت وكانت تراه ابنا من الرضاعة، فأخذت بذلك فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال، وكانت أختها عائشة وبنات أختها يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال والنساء وأبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس، وقلن: ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم سهلة بنت سهيل إلا رخصة في سالم وحده من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد. أن
15473 - فعلى هذا من الخبر كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في رضاعة الكبير.
15474 - أخبرنا حدثنا أبو سعيد، أخبرنا أبو العباس، قال: قال الربيع وهذا والله أعلم في الشافعي: سالم مولى أبي حذيفة خاصة.
15475 - فإن قال قائل: ما دل على ما وصفت؟ [ ص: 264 ] فذكرت حديث سالم الذي يقال له مولى أبي حذيفة، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر امرأة أم سلمة، أبي حذيفة أن ترضعه خمس رضعات يحرم بهن. وقالت في الحديث: وكان ذلك في أم سلمة سالم خاصة.
15476 - قال لم أجد حديث أحمد: في رواية أم سلمة وذكر الربيع، في المختصر الكبير أن المزني حين عورض بهذا قال: ما جعلناه خاصا بهذا الحديث، ولكن أخبرني الثقة، عن الشافعي عن معمر، عن الزهري، أبي عبيدة بن عبد الله يعني ابن زمعة، عن عن أمها زينب بنت أبي سلمة، أنها ذكرت حديث أم سلمة سالم، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالت في الحديث: كانت رخصة لسالم خاصة.
15477 - قال فأخذنا به يقينا لا ظنا. قال الشافعي: وإنما قال هذا؛ لأن حديث أحمد: مرسل، وقد وصله مالك عقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، عن ويونس بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عائشة.
15478 - وفيه حكاية عن عروة، وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يقطع بالرخصة أنها أم سلمة، لسالم خاصة في الحكاية عنهن، وإنما قال: " وقلن والله ما نرى، لعلها رخصة لعائشة: لسالم من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الناس. وهو في الرواية التي رواها عن مقطوع بأنها له خاصة [ ص: 265 ] . أم سلمة