السؤال
طرأَ في ذهني أنْ أتبرعَ بأموالٍ معينةٍ كُلمَا جاءتني، وكانَ هذا مجرد حديثِ نفسٍ، ولمْ أتلفظْ بشيء، وبعدها بفترةٍ فكرتُ في هذه الواقعة، وبينما أنا أفكرُ في الأمرِ قلتُ بصوتٍ عالٍ: "سأتبرع"، ولمْ أضفْ أيَّ لفظةٍ أخرى، ولمْ أتلفظْ بماهيةِ الشيء الَّذي فكرتُ أنْ أتبرعَ به، وإنْ كانَ هذا الشيء ماثلاً في ذهني عندما تلفظتُ بكلمةِ "سأتبرع"، أي أنه هو المقصود من كلمة "سأتبرع" أو هو المشار إليه في هذه الكلمة، بمعنى أنني حددته نيةً ولمْ أحدده لفظةً، مع التأكيد على أنَّ الأمرَ لمْ يكنْ نتاجَ أيِّ أفكار وسواسيّة، فهل بهذا تلزمني الصدقةُ عند منْ يقول إنَّ الصدقةَ تلزم بمجرد اللفظ؟ أم أنَّ عبارتي تعتبرُ غير كاملةٍ وبالتالي لا أُعَدُّ قد تلفظتُ بالأمر؟ عذرًا على الإزعاجِ، وأرجو منكم أن تتحملوا كثرةَ أسئلتي، فأنا أميلُ إلى الاحتياطِ، قدر استطاعتي، خوفًا من أكلِ أيِّ أموالٍ قد يكون بها أيُّ شبهة، على اعتبارِ أنَّ هذه الأموال ربما تكونُ خرجت من ملكي بمجرد اللفظ، ولهذا قررتُ أن أستفتيكم في الأمر، لأنني أثقُ في حضراتكم، وجزاكم اللّه خيرًا.