السؤال
من فترة قريبة - ولله الحمد - بدأت في المداومة على الصلاة في المسجد. أحيانا أكون خاشعًا، لكن أغلب الصلوات أكون مشتتا، وأفكر في أشياء غير هامة، يعني مثلًا الإمام يحفظ كم جزءا من القرآن!
أستعيذ بالله من الشيطان، وأحاول التركيز في الصلاة، لكن في بعض الصلوات أفعل كبائر، مثلًا كنا نصطف للصلاة، وقبل الشروع فيها، وجدت دماء على قدمي، وهي من قبل الوضوء، ومع هذا دخلت الصلاة، وأنا متيقن أن الصلاة باطلة، ثم أعدت الصلاة في المنزل، ولم أترك الصف للتفكير في الناس.
قررت الانتهاء عن ذلك، لكن دون فائدة، تكرر ذلك كثيرًا حينما أقع في مثل هذا الموقف، لا أفكر في الخوف من الله أو الآخرة.
هل هذا يغضب الله علي؟ وهل يمكن أن يختم على قلبي؟ لأني من الذين أنعم الله عليهم بكثير من الأفضال ولله الحمد.
وماذا أفعل للخشوع في الصلاة؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرزقنا وإياك الخشوع في الصلاة.
وقد بينا بالفتوى رقم: 147697. حكم الوضوء مع وجود حائل من دم ونحوه.
والحياء من الناس لا يسوغ بحال الصلاة بلا طهارة أو بطهارة غير صحيحة، وراجع الفتويين: 30190، 129656.
ولا شك أن هذا من أسباب غضب الله، وإحلاله العذاب بمن فعل ذلك، فقد روى الطحاوي في المشكل: عن عبد الله ـ يعني ابن مسعود ـ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمر بعبد من عباد الله يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارًا، فلما ارتفع عنه وأفاق، قال: علام جلدتموني؟ قال: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره. قال الألباني في صحيح الترغيب: حسن لغيره.
وكل معصية فقد تؤدي إلى الختم على القلب، وانظر سبب ذلك، ودواءه بالفتوى رقم: 8371.
وقد ذكرنا بعض ما يُعين على الخشوع في الصلاة بالفتويين: 9525، 124712، وتوابعهما.
والله أعلم.