السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعلم كيف أصف لك حالتي، فهي ليست آنية بل نتيجة لمراحل من العمر، سأبدأ من المرحلة الإعدادية، حيث كانت في رأي الجميع مرحلة رائعة، أما أنا فأقول إنها كانت جحيماً وخوفاً دائماً، والسبب هو أنني كنت أدرس في قسم مع زملاء لم تكن علاقاتي معهم جيدة؛ لذلك كنا كثيراً ما نتعارك ونشتم بعضنا البعض بأسماء غير لائقة، ما أريد أن أقوله لم يكن العراك ما يضرني بل تلك الكلمات الجارحة التي لا أزال أتألم حين أتذكرها، ولد ذلك عندي شعوراً بكره شديد للمدرسة، ورغم ذلك أنهيت هذه المرحلة ثم انتقلت إلى المرحلة الأساسية التي لم تكن أقل من سابقتها؛ حيث وجدت نفسي أمام مشكلة أخرى زادت من كرهي للحياة نفسها ألا وهي قصر قامتي، كانت قامتي في تلك المرحلة أقل بكثير من زملائي، وكانوا لا يترددون في السخرية مني كلما أتيحت لهم الفرصة وكانت سخريتهم تؤلم بطريقة لا يمكن وصفها..كان شعورا رهيباً!
في هذه المرحلة لم يكن همي الدراسة بل كنت أمارس الرياضة للتعويض عن قصر قامتي، وطبعاً تمكنت من بلوغ مرادي ولكن كان الفشل في الدراسة مصيري.
أما الآن فأبلغ من العمر 21 عاماً بمستوى ثانوية عامة، أعمل الآن في محل ولكن لست سعيداً بهذا، لأني كنت دائماً أطمح أن أنجح في دراستي وأسلك نفس الطريق الذي سلكه إخوتي ولكن للأسف أنا اليوم مجرد إنسان تائه ليس له أي أمل في الحياة بعدما فشلت في البكالوريا للمرة الثانية على التوالي إضافة إلى سنوات أخرى ضائعة.
كثيرا ما كنت أعاتب من طرف عائلتي وأمي خاصة ـ لماذا لست مثل إخوتي؟ ولماذا أنا فاشل؟ فلا أملك لهم الجواب إلا الهروب إلى مكان آخر والانزواء بعيداً عن كلامهم.
أريد أن أعلم هل يمكن التخلص من هذه المشاعر التي تراكمت في عقلي الباطن؟ وهل هي السبب في فشلي المتكرر؟ وإن كانت هي السبب أريد أن أعلم الطريقة للتخلص منها لأني لا أريد أن يمضي عمري وأنا أسير الفشل والعقد النفسية.
وأعتذر عن الإطالة.