السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
بداية أحب أن أشكر كل القائمين على الموقع لتقديم الاستشارات.
اسمي يوسف، أصبحت من طالب متفوق في مرحلة الثانوية إلى طالب راسب في مرحلته الأولى في كلية الطب!
بدأت مشكلتي فور التحاقي بكلية الطب، حيث وجدت نفسي في البداية لا أستطيع المذاكرة، لم أكن أتصور أنها ستصبح مشكلة، حيث كنت لا أبالي، مقنعا عقلي أنها فترة وتنقضي لكونها مرحلة انتقالية وتغيير في نمط حياتي.
لم أكن أحب وضعية المحاضرات، وكذلك الكلية، فكنت أكرهها إلى أن وجدت نفسي أدخل قاعة الامتحان ولم أذاكر شيئاً، وعقلي متسائلاً حينها: (ألم تقل أنها مرحلة مؤقتة؟)، لم أستطع الإجابة، فكل ما أردته هو خروجي من قاعة الامتحان والإسراع إلى المنزل، كنت محبطا وخجولا من ذاتي!
يوما بعد يوم بدأت أرمي مشكلتي على أني مصاب بالاكتئاب وأحتاج مراجعة طبيب نفسي، وحصل ذلك، وزرت ثلاثة أطباء نفسيين، اثنان منهم وصفوا لي أدوية لم أجد منها نفعا، لكن الطبيب الثالث قال لي فور سماع مشكلتي: (أنت لا تحتاج إلى دواء لحل مشكلتك، بل حلها يكمن في عقلك)، من هنا بدأت أنظر إلى نفسي من جانب آخر، لماذا طيلة هذه الفترة البالغة 8 أشهر وأنا أتحجج بأنني مكتئب، والعين، والحسد.. إلخ، لماذا لم أقل لنفسي قد يكون مجال الطب ليس مجالي!
طرحت هذا الموضوع على عائلتي ولم أتلق إلا عبارات الفشل، وقولهم: (نحن كلما دخلنا عليك نراك تقرأ)، يظنون ذلك لكني في الحقيقة أمسك صفحات المادة العلمية وأنا مستلق أفكر فقط كيف سينتهي اليوم، وتساؤلات كثيرة ليس لها جواب، وأنا كعادتي أدخل الامتحان وأنا لم أقرأ حرفا واحدا!
رسبت وقلت في نفسي: هذه السنة الثانية في المرحلة نفسها لا يمكن أن تعيد نفس الأخطاء.
بدأ الدوام مع زملاء جدد، وزملائي السابقون قد وصلوا المرحلة الثانية، وهذا الشيء كان محبطا في أول يومين فقط، ولكني لا أزال لا أستطيع أن أثبت لعقلي ما قلته سابقا، لم أقرأ شيئا على الرغم أني قد تركت أشياء كنت أفعلها في السابق مع بداية المشكلة، ترك الصلاة والبعد عن الله، إدمان الإنمي واليوتيوب.
بدأ التعب يظهر على ملامح العائلة، فلم يبق شيء إلا وفعلوه لأجلي، وأنا عاجز، حيث أشبه حالتي كحال شخص تائه في الصحراء يحتاج لأحد يدله الطريق!
في الفترة الأخيرة أصبحت أمي تقول لي أن أغير تخصصي، فقد تعبت وهي تراني منعزل ومهموم والحزن لا يفارق وجهي.
أشعر بداخلي أني إذا تركت مهنة الطب سأفشل وأكون عبئاً على عائلتي.
اتخذنا اليوم قرارا أنني سأذهب إلى بيت خالتي لعل تغيير البيئة يكون مناسبا للبدء في المذاكرة، إذ لم يبق إلا أسبوع على اختبارات منتصف الفصل.
أتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم، متمنياً استشارتكم الطيبة عن مشكلتي، وشكراً.