السؤال
أبي يمر بظروف نفسية جعلته يغدو عصبي الطبع، أنا أتقرب منه وأحاول إظهار مدى حبي له وهو في المقابل دائماً ينتقدني، أعلم حبه الشديد لي لكنه يحرجني أمام الآخرين، يقلل دائماً من قدراتي ومن مدى جدواي.
في الغالب أضع برنامجاً يومياً لي أمشي عليه حتى لا يضيع وقتي سدى، لكنه يأمرني بفعل أعمال تهدم برنامجي، المشكل ليس هنا، فلو كان يسر بما أنجزته لأجله أو يقدر تعبي لكان هيناً، بل يعود لينتقدني ويغضب وقد لا يكلمني، خاصة إن تأخرت شيئاً ما عن تحقيق مراده.
أعلم أنه مر بظرف نفسي بعد وفاة أمه جدتي رحمة الله عليها؛ إذ شعر أنه قد قصر معها، حتى إني أواسيه وأقول له: رحمة الله واسعة، عليك بالتوبة وفعل الخير والدعاء لها وود أحبابها.
لكنه يجيبني: قصرت مع أمي، ومهما فعلت سأحاسب، إذن لن يهنأ لي عيش ولا بال، حتى إنه بدأ يقصر في مسألة صلة الرحم مع إخوته، ويقول: هم السبب في تعامله غير السليم مع جدتي رحمها الله، الغريب أنه رجل تقي يقوم الليل ويختم القرآن الكريم أكثر من مرة في الشهر، لا أدري ماذا أفعل معه؟ فهو قرة عيني وأحبه، وأقول في نفسي: بر الوالدين ليس بالأمر السهل، وربما هذا امتحان يجب أن أنجح فيه.
لذا قررت الاتصال بكم واستشارتكم بغية تصويب رأيي، طبعاً بعد اللجوء إلى ملاذ المهمومين ربي سبحانه وتعالى.
كيف أتصرف مع أبي؟ ما الذي بجدر بي فعله كي أخفف عنه مسألة تأزمه جراء وفاة جدتي رحمها الله؟
وفيما يخصني أنا: أشعر أن أعصابي في انهيار، فأنا أشعر أن لي قدرات وأفكاراً بناءة لكن انتقادات أبي والوضع المتشنج في البيت تحد من همتي، فما السبيل لتغيير الوضع، وكيف أعلي همتي؟
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله.