السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر (28) عاماً، ولدي مشكلة أعاني منها منذ فترة لكنها ازدادت في الفترة الأخيرة، ومشكلتي هي أنه تنتابني حالة من الحزن والاكتئاب بسبب بعض الظروف التي أمر بها ولا أستطيع تجاوز تلك الظروف ولا أستطيع منع نفسي من التفكير فيها، بل لا أستطيع التصرف تجاهها فهي أمور مفروضة علي ليس بيدي تغييرها.
سيدي الفاضل! لدي الكثير من القدرات والميزات يشهد بذلك المحيطون بي، وشخصيتي محبوبة لدرجة أنه لا عداوة تذكر بيني وبين أي شخص من حولي، فالكل يبادلني التقدير والاحترام، لكن الظروف التي مررت بها جعلتني أميل للانطواء والرغبة في العزلة عن الآخرين حتى عن أهلي؛ لأن لهم يداً في الظروف التي مررت بها فلم أعد أثق فيهم -للأسف- وإن كانوا لا يقصدون إيذائي ولكنهم تسببوا في ذلك.
حاولت الخروج من حزني وعزلتي فلم أجد وسيلة، فحتى صديقاتي المقربات مني -وهن قليلات- يتعذر علي التواصل معهن إلا نادراً، وأحاول أن أشغل نفسي وأشغل تفكيري في أمور مفيدة كالقراءة والعمل في المواقع الجادة في الإنترنت وحفظ القرآن، وأكون بحالة جيدة لفترة ثم ما تلبث نفسيتي أن تعود للتردي، والآن وصلت إلى درجة أني لا أريد رؤية الناس؛ لأني إذا حادثتهم يلاحظون ما علي من اكتئاب وأسبب لهم الضيق بدون قصد ويتهمونني بأني أنكد على نفسي، ويعلم الله أن ذلك خارج عن إرادتي فلا أستطيع التوقف عن التفكير في مشاكلي حتى صارت تحضرني في كل موقف.
لقد أثر هذا الاكتئاب علي كثيراً لدرجة أني أصبت بوهن في جسمي فأشعر بإرهاق شديد لبذل أدنى مجهود، وأقل مرض يجعلني طريحة الفراش لأيام، وقد أصبت أيضاً بمرض في معدتي وأعلم يقيناً أنه بسبب حزني؛ لأن أعراضه تزداد عندما أشعر بالضيق.
سيدي الفاضل! أنا فعلاً أشعر أني بحاجة للذهاب إلى عيادة نفسية لتلقي المساعدة، ولكني متأكدة أن أهلي سيعارضون ذلك، بل سأسمع منهم كلاماً يزيد من حالتي سوءاً، فهم لا يقدرون ما أمر به وكل منهم مشغول بأمره، فماذا أفعل؟ وهل هناك دواء متوافر في الصيدليات أستطيع تناوله ليساعدني؟
أعلم أن تشخيص الدواء بدون مقابلة الطبيب أمر خاطئ، ولكن يعلم الله أنني لن أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي، وحالتي تزداد كل يوم سوء وأحتاج من بعد عون الله إلى أي شيء يساعدني على تخطي ما أمر به دون أن يكون له تأثير سلبي علي.