الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما زلت أعاني من الاكتئاب ونوبات الهلع رغم تناول الأدوية!

السؤال

أنا مريض بالاكتئاب، ونوبات هلع منذ 5 سنوات، تتحسن الحالة، ثم تعود خلال فترة العلاج، حالياً أتناول "أفوجالد" و"إيفكسور"، وما زلت أعاني، كنت أود أن أسأل عن "أفوجالد" تحديداً، فقد مضى أسبوعان منذ أن بدأت بجرعة ٥٠ ملغ، بالإضافة إلى "إيفكسور" بجرعة ٢٢٥ ملغ، أملي في الله كبير، ولكنني أسعى وأبحث عن السبب، أفيدوني فقد تعبت من حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

في مثل عمرك، الفلسفة العلاجية المتعلقة بالاكتئاب النفسي ونوبات الهلع، يجب أن تقوم على مبدأ البحث في الأسباب، وإن وجدت أسبابها فيجب أن يتعامل معها الإنسان بصورة إيجابية، ويحاول تخطيها بقدر المستطاع، ومع وجود الأسباب أو عدمها يدخل الإنسان في الآليات العلاجية.

وبما أن الاكتئاب عامة متعدد الأسباب، فيجب أن يكون العلاج متعدد الأبعاد؛ وأقصد بتعدد الأسباب أن العوامل الجينية قد تلعب دورًا، أي: العوامل الوراثية، الظروف الحياتية، الظروف الاجتماعية، البناء النفسي لشخصية الإنسان، الحوادث الحياتية المختلفة، خاصة المتعلقة بالتنشئة في الصغر؛ هذه كلها قد تكون عوامل متراكمة، تؤدي إلى نوبات الاكتئاب والهلع، وفي بعض الأحيان قد لا توجد أسباب واضحة.

فالمهم هو أن يكون العلاج متعدد الأبعاد، بمعنى أن يتناول الإنسان الدواء، والدواء يكون بجرعة صحيحة، وكتبه طبيب مختص وثقة، وأن يلتزم المريض بتناول الدواء، والأبعاد الأخرى للعلاج هي أن يكون الإنسان دائما متمسكًا بالفكر الإيجابي، ومتفائلًا، ويرفض الفكر السلبي، وكذلك يكون تعامله مع مشاعره على أسس إيجابية.

ولا بد أن يكون هنالك نمط حياة إيجابي، مهما كانت الأعراض الاكتئابية شديدة، يجب أن يسعى الإنسان إلى أن ينظم وقته، ويستفيد منه، أن يجتهد في عمله، أن يجتهد في العبادات، أن يكون له تواصل اجتماعي إيجابي، أن يمارس الرياضة، أن يتجنب النوم النهاري، وكذلك السهر؛ بهذه الكيفية يستطيع الإنسان أن يهزم الاكتئاب النفسي.

يأتي محور الدواء، وهو جزء من هذه المحاور -ولا أقول إنه كل المحاور-: عقار الإفيكسر ممتاز، وجرعة 225 هي الجرعة العلاجية الصحيحة، والتي أنصحك بأن لا تزيدها، أما الأفوجاد فأعتقد أنك تقصد الأفوكاد، فهو مغذ وممتاز، ويقال إنه يساعد كثيرًا في تحسين المزاج، خاصة حين يتم تناوله مع أدوية أخرى، مثل الإفيكسر.

فالعلاج الدوائي والمركب الذي تتناوله أراه جيداً جدًا، فقط عليك أن تنشط الفعاليات الأخرى، الفعاليات النفسية، الاجتماعية، الإسلامية، الرياضية، المهنية، الترفيهية، وبهذه الكيفية تستطيع أن تتغلب على الاكتئاب تماماً.

طبعاً توجد أدوية أخرى في حالة فشل الإفيكسر، يمكن للطبيب أن ينقلك لأدوية أخرى، وتوجد أدوية فاعلة وسليمة جدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.. بالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً