السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو سعة الصدر لطول السؤال.
أنا شاب عمري 20 سنة، قصتي لم تبدأ الآن ولكن من بداية عمري، كنت متفوقا على جميع زملائي حتى أتممت الثانوية العامة، وأنا أحصل على الدرجات النهائيه تقريباً، وحصلت على أعلى مرتبة في الدولة التي أعيش فيها في الثانوية العامة، وكرمني رئيس الدولة شخصياً مع المتفوقين مثلي.
كان الكل في منطقتي -الصغار ومن في عمري وحتى من هم أكبر مني- يعتبرونني مضرباً للمثل في النجاح، وكنت أحس بالحسد من الكثيرين رغم أنني أعرف أنهم يحبونني ويشجعونني وأنا أحبهم، كانت جائزتي منحة دراسية يتمناها أي شاب إلى أقوى دولة عربية في التعليم، وفي أفضل جامعة، وفي أفضل كلية يتمناها الجميع.
بعد أن سافرت كانوا يراسلونني ويباركونني ويعتبرونني ممن يعيش في الجنة؛ أشكر الله على كل نعمه، ولكن انقلب الحال، فبعد أن وصلت لتلك البلاد وأنا في قمة النشاط، وأملي أن أحصل على أعلى المراتب في تلك الكلية، فجأة وجدت نفسي لا أستطيع أن أفعل شيئاً، تخيل -يا شيخ- لا أستطيع أن أقرأ أو أذاكر لمدة نصف ساعة فقط، كان يضيق صدري ويتغير حالي حتى أكاد أجن، أحس بأني أصبت بالعين، ولا أظنها عينا واحدة للأسف.
وإلى الآن ولمدة ثلاث سنوات وأنا أعيش في الجحيم، أنا الآن أفشل طالب مر على هذه الكلية منذ تأسيسها، ولست أبالغ في ذلك، الكليه تسمح بانتقال الطالب إلى السنة التالية حتى ولو رسب في السنة الأولى، هذا من حسن حظي انتقلت إلى السنة الثانية وأنا أحمل جميع مواد السنة الأولى، نويت أن أغير حالي لكن دون جدوى، الناس والأهل إلى الآن يظنونني من رموز هذه الكليه ومتفوقيها، ولا يعرفون أني في جحيم بسببهم، ولم أستطع إخبار أهلي؛ لأنها كارثة لو عرفوا حالي.
مرت السنة الثانية ولكن للأسف مثل السابقة لم أستطع حتى دخول الامتحانات، ومن حسن حظي الكلية تقبل تأجيل سنة واحدة فقط، ولكنها لا تسمح بالانتقال إلى السنة الثالثة، بقيت في الصف الثاني، ومن جديد حاولت أن أذاكر مواد السنتين، وتخيل يا شيخ كنت أغلق على نفسي وأحاول المذاكرة فأجلس أكثر من 10 ساعات ممسكاً للكتاب لا أستطيع أن أقرأ حرفاً، وحكومتي لا تقبل أن ترسب مرتين، وإن حصل تلغ المنحة.
وأنا الآن اقتربت من الامتحانات كثيراً ولم أستطع حل المشكلة، أصبحت مصاباً بكل الأمراض النفسية، وأنا أجاهد نفسي، وفي بلدي لا يعرفون شيئاً عن هذا كله، لا أتخيل نفسي أواجههم لو ألغيت منحتي، أتمنى أن أموت ولا يحصل هذا، لا أدري ماذا فعلت للناس الذين حسدوني أو أصابتني عيونهم؟! لم أفعل لهم شيئاً، كنت أحبهم ولا أتكبر عليهم أبداً.
أكتب هذا ودموعي تملأ ملابسي، دعوت الله كثيراً، والتزمت من أول يوم جئت فيه إلى هذا البلد، وحتى الآن صارت الأمور أسوأ، فحياتي تضيع ومستقبلي أصبح في خبر كان، وأنا أتابع موقعكم، ومواقع إسلامية كثيرة، فكتبت هذا وأتمنى أن تردوا علي بشيء عملي أعمله، فقد عملت كل ما عندي من حلول.
وآسف على الإطالة، ولكن الحال أصعب من أن يوصف!
وإلى الله المشتكى، وجزاكم الله خيراً.