الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أحقق الدرجة التي أريدها وأرتكب المعاصي!

السؤال

درجتي الدراسية سيئة جداً في أول امتحان من السنة الثالثة الثانوية، على الرغم من أني كنت أذاكر، وأنا على يقين بأن ربنا سييسر لي النجاح، ففي النجاح والدرجة والنتيجة ليس في قلبي سوى الثقة بالله.

كنت أحاول أن أجتهد في المراجعة، ولكني أضعف، والصلاة كنت أصلي بدون تركيز، وصرت لا أقرأ الورد، ولا الأذكار، ولا قيام الليل، ولا أستيقظ لصلاة الفجر إلا متأخرة.

علماً بأني صرت أستمع للموسيقى أحياناً، والمسلسلات في وقت آخر، رغم أني أعرف حكمهم جيداً، ولا أعمل أي نشاط نافع، ما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلمي -أختي الكريمة- أن كل إنسان جاء إلى الدنيا قد كُتب له رزقه وأجله، مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق، قال: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد) فاطمئني لمسألة الرزق، فرزقك لن يزيد أو ينقص لمجرد أنك لم تحققي الدرجة المرجوة.

ثانياً: الابتلاء قد يكون بالسراء والإنعام، كما هو بالضراء والمنع، فيجب عليك الرضا بما قسمه الله لك، فإنه خير علاج لسكون النفس، فبالإيمان بالله والثقة في حكمته سبحانه، والرضا بقسمته في توزيع الأرزاق يمتلئ القلب بالرضا بما قدره الله تعالى له، والرزق الذي كُتب له، فلا يسعى في حقد ولا حسد، ويتطهر قلبه من تلك الأمراض.

ثالثاً: احذري أن تقعي في شراك الشيطان، واستغلال حزنك في ارتكاب المعاصي، يقول ابن القيم: (الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن)، فتلك من مخططات الشيطان، فحاولي أن لا تنجري إلى تلك المخططات.

إن القلب يحتاج إلى تذكير دائم، ووعظ مستمر حتى لا يفتر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ المؤمِنَ خُلِقَ مُفَتَّنًا، توَّابًا، نَسِيًّا، إذا ذُكِّرَ ذكَرَ)، ولذلك تحتاجين إلى القراءة المستمرة في كتب الرقائق والإيمانيات، أو سماع دروس إيمانية، لا سيما ما يكون عن الرضا بالقضاء والقدر.

نسأل الله أن يحفظ قلبك وقلوبنا جميعاً من حب الدنيا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً