الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نادمة على عودتي لزوجي الذي يضربني لحد الموت، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

تزوجت منذ ٧ سنوات، ومن أول شهر زواج وزوجي يضربني على أي سبب! تدخل والدي، لكنه رفض التغير، وتطلقنا بعد ٣ شهور زواج؛ لأن والده كان يضرب والدته كذلك!

بعد ٧ سنوات طلب أن نعود مرة أخرى، وكل أهلي ووالدي رفضوا، لكني أصررت على العودة له وقلت إن السنين قد غيرته، وأحس بقيمتي...وكل هذا الكلام، طلبت من والدي أن يوافق، وعدنا، وأنجبت بنتًا عمرها الآن سنتان.

ولكنه ما زال يضربني على أي سبب، وكل سبب، ولكن الضرب أصبح مميتًا، خنق وكدمات، ويهددني بالسكين، ويشتم والدي بأقذر الشتائم!

أنا متزوجة منذ ٣ سنوات، ولا أستطيع أن أحكي لوالدي؛ لأنني أعلم أنني أخطأت بالعودة له، وكل الناس ستقول لي ذلك، أنا حاليًا عند والدي؛ لأنه ضربني آخر مرة، وكان بيني وبين الموت لحظات، حكيت لوالدي، ووالدي يرفض أن أعود له ويطالب بالطلاق.

لكن مشكلتي هي أن الناس ستتحدث عني، ولا أعرف كيف أتصرف! بالله ساعدوني هل في حل لمشكلتي؟ فأنا أكره زوجي لدرجة أنني أدعو عليه في كل سجدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

أختنا الفاضلة: نحن نتفهم حاجة المرأة إلى الزوج خاصة بعد أن أنجبت، وصار لها منه أولاد، وهذا أمر طبيعي لا ينبغي أن نهرب منه، أو نحذر من قوله، ولكن -أختنا- قد جربت العودة إلى الزوج، وأصابك ما أصابك بعد كل تلك السنوات التي ما غيرت الزوج، وقد ذكرت أن الضرب وصل إلى حد الموت، وهذا أمر لا ينبغي التعامل معه بالعاطفة، وننصحك بما يلي:

1- عدم الخروج عن رأي والدك، والاستماع إليه جيدًا، والابتعاد عن فرض رأيك عليه؛ لأن خروجك هذه المرة سيصعب كثيرًا عودتك إليه.
2- أسقطي كلام الناس من قلبك، ولا تهتمي بذلك، فالناس ستتكلم رحلت أم بقيت، وأنت اليوم عندك أولاد، والبقاء في أمن مع أبيك بأولادك خير من الذهاب إلى المجهول.
3- لا ننصحك بالمبادرة إلى الطلاق الآن، ولكن السير في الإجراءات مع والدك وترك الباب مفتوحًا ولو بسيطًا، حتى ننظر دافعية الرجل إلى العودة.

4- إن وجدنا حرصًا من الرجل على العودة، فيجب أخذ مواثيق شديدة عليه، بحيث تجنبك أي مشكلة طارئة، ودعي هذا للوالد؛ فخبرته في الحياة أفضل منك وحرصه عليك أشد.
5- الزوج سيشتاق إلى أولاده بحكم الفطرة، وإن بدا متماسكًا اليوم، إلا أن حبه للأولاد قد يغير منه، نقول هذا ونحن نرجو ذلك من الله، ولكن هذا لا يكون إلا بعد استيثاق واضح من قبل أهلك.
6- إن لم يبادر الزوج ولم يقنع والدك بالعودة، وأصر على مواقفه؛ فننصحك بالسير خلف أبيك وعدم معارضته، وإن بدا لك أمر، فحدثي والدتك بينك وبينها، فهي أدرى الناس بك وبأبيك، وتستطيع بحكم موقعها أن تتدخل في الوقت المناسب.

وأخيرًا: أكثري من الدعاء لله عز وجل أن يبصرك بالحق، وأن يرشدك له، وإنا نسأل الله أن يصلح حال الزوج، وأن يهديه، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً