الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متردد في إكمال الزواج لضعف ثقتي بمخطوبتي.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم

تعرفت على بنت وخطبتها، ولكن اكتشفت أنها مارست الرذيلة مع أكثر من شخص، وهي التي اعترفت، وأقسمت أنها لم تفعل فعل الزنا، يعني معاشرة كاملة من غير زنا، كانت تبكي بشكل هستيري، وفعلاً صعبت عليّ جدًا، حاولت مساعدتها لتتغير، وفعلاً تغيرت للأحسن والأفضل، لا تترك فرضًا، وتصوم بشكل متكرر يومي الاثنين والخميس، خطبتها منذ سنتين، وهي للآن على هذا الحال من الاحترام، لم أرَ مثيلًا لها.

أكملت تعليمها، والآن تحضر دبلومة بعد التخرج، وتتعلم القرآن، بصراحة، أصبحت أكثر التزامًا مني، وجعلتني أصلي بشكل منتظم، أهلها ناس جيدون، ولكن كان لديهم مشاكل في البيت، وكان لديها مشاكل مع والدتها، وساعدتها في حل هذه المشاكل، -والحمد لله- كل شيء جيد، ولكن للأسف، أصبحت أشك فيها بدون أسباب.

أصبح لدي مرض الشك، إذا نزلت أو أغلقت هاتفها، أخاف أنها تفعل شيئًا، مع أنني واثق فيها، وأعرف أنها تتعامل مع الله، حاولت أن أتركها لحالها، ولكن تعبت جدًا، ودخلت المستشفى، حلمت بها حلمًا غريبًا، أنها طفلة وتمسك بجلبابي، واستيقظت من النوم خائفًا أن أكون قد ظلمتها، وعدت إليها مرة أخرى.

على فكرة: نحن نضع حدودًا لأنفسنا، لا نخرج إلا للضرورة، وبعد إذن والدها، ولا تتصل إلا إذا كانت تسأل عن شيء، وهي بصراحة تقف بجانبي بشكل كبير.

السؤال هنا: أنا خائف أن أظلمها معي، خائف بعد الزواج أن لا أكون إنسانًا طبيعيًا، وخائف إذا تركتها الآن أن أكسر ما تم بناؤه.

أنا بالنسبة لها شيء كبير جدًا، وهي تعلقت بي، لدرجة أنها دخلت المستشفى، وكانت في حالة اكتئاب وتعب بالقلب!

لو سمحتم: أريد نصيحة لوجه الله، وكيف أتخلص من مرض الشك هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُعينك، وأن يهدي الفتاة، وأن يهديكم جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

إذا كان حال الفتاة كما ذكرتَ، والظاهر من أمرها هو التوبة النصوح والإقبال على الله، وكثرة الصيام، وتلاوة القرآن، وتطوير مستواها العلمي والمهني والدراسي، فلا ننصحك أبدًا بالتفريط فيها، واعلم أن ارتباطك بها بهذه الطريقة ثم تركها، أمر يجلب لها الأذى الكبير، ومثل هذا نحن لا نرضاه لبناتنا ولا نرضاه لأخواتنا.

وننصحك وننصحها بالستر على ما مضى، وطي تلك الصفحات، واعلم أن العبرة بحالها الذي هي عليه الآن، وكم تمنّينا لو أنها لم تتكلّم بما حصل، لأن المسلم مطالب أن يستر على نفسه وأن يستر على غيره، الذي يريد أن يتزوج فتاة من حقه أن يسأل عنها ويبحث ويعرف حالها، ومن حقها أيضًا أن تسأل عنه، فإذا وجد الإنسان الارتياح في نفسه والانشراح والميل؛ فما ينبغي أن ينظر إلى ما يحدثُ بعد ذلك، واعلم أن الشيطان لا يريد لنا الحلال، ودائمًا الشيطان حريص على أن يُغلق أبواب الحلال.

لذلك الذي ننصح به أن تُكمل معها المشوار، وأن تجتهد في تناسي هذا الذي ذكرته لك، وتأخذ بحاضرها، وتتعاون معها على البر والتقوى والطاعة لله تبارك وتعالى، ونتمنَّى ألَّا يطول الانتظار بينكما، واهجر أصدقاء السوء أينما كانوا، واستعن بالله تبارك وتعالى، وأكمل معها مشوار الحياة، واحتسب أجرك وثوابك عند الله تبارك وتعالى، واعلم أنه لا يُوجد إنسان إلَّا وفيه نقائص وعيوب، وطوبى لمن تنغمر سيئاتُه القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

نسأل الله لنا ولكم ولها التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً