السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 22 سنة، متخرج من كلية الهندسة بامتياز، لكني أرى نفسي غير اجتماعي، حياتي كانت منغلقة عليّ منذ عمر الـ 13، لا أختلط إلا قليلاً جداً، إلا إذا اضطر الأمر للتعامل مع زميل دراسة أو بائع أو غيرهم.
عندما أضطر للتعامل مع الناس أجد صعوبة في إيجاد الكلمات، لا أعرف ماذا أقول! أحس كأن عقلي فارغ من الحوارات، حاولت عند دخولي الجامعة شيئاً فشيئاً الاختلاط بالناس وتكوين صحبة، لكني لستُ الذي يبدأ في تكوينها، وأجد صعوبة في إنشاء حوار متبادل، وإن لم يتحدث الطرف الآخر معي فإن الحديث ينقطع في الغالب، أو أحاول إيجاد أي كلام يجري الحوار.
علاقتي بأهلي ليست جيدة أبداً، أيضاً لا أجد ما أقوله في البيت، وفي أغلب الأمر لا نتحدث، وكل واحد منا منكب على هاتفه!
لدي أخوان وأنا أوسطهما، وعلاقتي بهما ليست جيدة، لا يهتم أحد لأمر الآخر، وهذا على الأغلب بسبب عدم قدرتي سؤالهم والحديث معهم، وإيجاد ما أتحدث عنه معهم، فكل واحد منهم أيضاً ينكب على هاتفه.
منذ عزلتي في عمر 13 سنة، وأنا أدمن العادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية، وحاولت كثيراً الإقلاع عنها، ولكن أعود إليها بعد كل محاولة، وكانت معرفتي بهذه العادة بسبب أخي الأكبر حيث شاهدته مرة يمارسها بعد شجار بيننا، فجلس وحيداً في الغرفة يمارسها، لا أعرف ربما يكون هذا سبب عدم حديثنا، ونشوء حاجز بيننا، كما أرى أنه هو ابتعد عني أكثر من أخي الأصغر.
ما زلت أحاول التخلص من العادة السرية، وأحاول الاختلاط بالناس، ولكن أجد صعوبة كبيرة جداً في ذلك، وأحاول التقرب إلى الله بتأدية الفروض التي عليّ، وأحاول دائماً إشغال وقتي بفيديوهات صغيرة دينية، بدافع تزكية النفس، وعدم إيجاد وقت للتفكير في فعل العادة السرية، وأشغل وقتي بالدراسة أيضاً حتى لا يعود هناك وقت في اليوم لأفكر بفعل هذه العادة.
سمعت مرة أن عدم إيجاد حوار يسبب قلة المعرفة، فبدأت أقرأ هذه الأيام في كتب، وأحاول الانتظام عليها، وهي: (الأب الغني والأب الفقير)، (لأنك الله)، (فن التعامل مع الناس، أربعون لأحمد الشقيري) لكن ما زلت في البداية في جميعها.
سؤالي: أرجو منكم النصيحة، أحس بفراغ عقلي عند الحوار مع أي أحد، والخوف والرهبة من الحوارات، وبسبب ذلك لا أستطيع بر والدي، ولا صلة رحمي، ولا التعامل مع الناس بشكل طبيعي.
أفيدوني أفادكم الله، وأرجو منكم النصيحة، بارك الله فيكم وحفظكم وزادكم علماً، وأعتذر منكم على الإطالة.