السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاةٌ في العشرينات من عمري، أحاول إيجاد حلٍ لمشكلتي، لكني لم أستطع، حاولتُ أكثر من مرة، لكن لا جدوى من المحاولة، تعبت من كثرة ما ينصحونني أن لا أفكربهذا وأن أنسى، وأشغل نفسي، لكني لم أستطع، أفكر دائماً بالانتحار بشكلٍ يومي، عندما أذهب للنوم، وعندما أستيقظ هكذا بشكل يومي، وقد سبق وأن حاولت الانتحار بجرح يدي، ولكني فشلت.
الآن أفكر أن أرمي بنفسي من مكانٍ مرتفع؛ حتى لا أعيش، أكره نفسي كثيراً، فأنا لا أطيق العيش في الحياة، ولا أشعر بشيء، ودائماً حزينة، وأشعر أني وحيدة، بالرغم من وجودي بين أهلي، وأميل للعزلة والانطوائية، وأكره نفسي وبشدة، ولا أريد العيش، وأتمنى أن أموت، وأتمنى أن يرزقني الله الموت وأنا ساجدة حتى تكون نهايتي بيدي، أعلم أن هذا خطأ، وأعرف أنه يغضب ربي، لكني -وأقسم بالله- أني أستطيع التخلص من هذه الفكرة، أشعرٍ بألمٍ في نفسي، فقط أريد الموت، وأدعو في صلاتي أن أموت وأنا ساجدة قبل أن أفعل شيئاً لا يحمد عقباه.
لا أستطيع نسيان ما حدث لي في الصغر، وذكرياتي المؤلمة؛ فقد كانت طفولتي تعيسة، وأثرت علي بشكل كبير، وكان السبب الأكبر هو والدي، أكرهه وأحبه بنفس الوقت، ولا أعلم ما يحدث لي؟ ذهني مشتت، وحياتي تغيرت للأسوأ، لم أكن هكذا، كنت كثيرة الابتسامة، اجتماعية، إلا أنني مع الضغوطات التي أعيشها أصبحت أسيرةً للأحزان، لم أستطع إيجاد حلٍ للمشاكل، فقد مررت أثناء مرحلة المراهقة بفترةٍ صعبة؛ بسبب فقد الحنان، وأصبحت كثيرة الصمت وانطوائية، لا أكلم أحداً، حتى إذا مرضت لا أخبر أحداً، أعالج نفسي، ولا أحب مساعدة أحد، إلا أنني تحسنت عندما ذهبت لمرحلة الثانوية، أصبحت اجتماعية، كثيرة الابتسامة والمزاح، وبعد تخرجي منها ودراستي بالجامعة زادت حالتي، والتفكير بالانتحار، وكرهي الحياة لنفسي وللرجال.
دائماً حزينة، وفقدت ابتسامتي، وأصبحت أفكاري مشوشة، ولا أستطيع التحكم بنفسي، لدرجة أني أنام كثيراً؛ حتى لا أفكر بهذا التفكير، وفقدت وزني.
الآن لشدة الأفكار لم أستطع النوم، وعندما أريد النوم أشعر أن رأسي ينفجر، أريد الصراخ لشدة الأفكار، وأشعر أن الحياة لا معنى لها، وأن كلها ظلم وتعب، وقهر وحزن، حاولت أن أغير أفكاري، ولا أجلس لوحدي، لكن لا جدوى من المحاولة، أنا في هم وتعب كبير لا أستطيع تحمله، والله مللت من حالتي التي لا تتغير حتى وأنا أصلي أحاول أن أنسى، وأن يلهمني الله الصبر، لكن لا شيء يتغير، نفس الحالة، بل تتغير للأسوأ حياتي لا معنى لها أبداً، أريد حلاً، وآسفة على الإطالة، وكلماتي غير المرتبة، لكن هذا ما أشعر به.