السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
الحمدلله على كل حال، أريد أن أسأل إذا كان هذا الأمر الذي أفعله يغضب الله.
أكرمني الله بوظيفة في مدينة بعيدة عن أهلي، وأصرف على نفسي سواء من سكن ومواصلات ورحلات الطائرة، كل شيء، ويسألني أبي وهو موظف على وجه التقاعد مبلغاً كل شهر، وأنا بكل صدق لا أعطيه المبلغ الذي يطلبه كاملاً، إنما أعطيه جزءًا من المبلغ أحياناً يكون كبيراً وأحيانا يكون صغيراً حسب حاجتي للمال، وسوف أكون صادقة أكثر، أبي كان يصرف علينا ولكن قليلاً، وبكل صدق أمي من كانت تصرف لنا معظم احتياجاتنا.. سكن، وطعام، وعندما يطلبني أبي لا أريد أن أعطيه أي شيء؛ لأنه بنظري كان مقصراً، وأمي لو طلبت كل مالي لأعطيتها كل مالي، فقلت لنفسي لوجه الله سوف أعطي أبي ما ترضى به نفسي، وإذا علمت أنه في حاجة أعطيته من أجل رضى الله.
وقبل أن أتوظف كان يصرف علي ويقول بأن كل دينه صرف على السكن والمواصلات، وكأني لست ابنته! وهذا الشيء يؤلمني جداً؛ لأن أبي ويتعامل معي بالحسنة إذا أعطيته المال، ويغضب علي إذا لم أعطه المبلغ الذي يطلبه كل شهر، في نهاية الأمر الذي أفعله أعطيه القدر الذي ترتضيه نفسي أن تعطيه.
أنا أعلم أنه من أولي القربى وهو أحق من غيره، لكن لا أشعر أنه بحاجة إلى المال؛ لأنه ليس فقيراً، أكرمه الله بورث جدي -رحمه الله- وأمي التي أفنت حياتها كلها من أجلنا، لم تسألني مالاً وتقول لي: (راتبك لكِ) الحمد لله على كل حال.
هل يغضب الله علي إذا أعطيت أبي ما ترتضيه نفسي؟ وما هو الحل مع غضب أبي؟
الله يعلم أنني حينما أعطيه ليس حباً ولكن حتى يرضى ويرضا الله، ولكنه حتى لا يسأل إذا كنت محتاجة للمال أم لا، ولا يريد حتى أن يسمع احتياجاتي -هداه الله وأصلحني-.