الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي ظالم يسب الله والدين، هل أتجنب زيارته أم أعتبر عاقة؟

السؤال

السلام عليكم.

أبي لا يتصرف كالآباء، ظالم لا يصلي، ويسب الله، ويفتعل المشاكل، فإذا قمت بعدم زيارته والاتصال به تجنبا للمشاكل، وتجنبا لسماع السب والمشاكل، وحتى لا أجرح مشاعره بكلمة، هل أصبح غير بارة به؟

علما أني في حياتي لم أرفع صوتي أمامه، لكني أحيانا وقت غضبي أتكلم عنه في غيايه، والسبب أني عانيت منه كثيرا، لكني أتكلم لاإراديا وقت غضبي، ومنذ سنتين أسكن مع أخي المتزوج.

أسأل الله الغفران لي ولكم, وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rasha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أخبرنا نبينا -عليه الصلاة والسلام- أن الفرق بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة، وقال أيضا العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة من تركها فقد كفر، وسب الرب والدين كفر بالله تعالى، ومع هذا فيبقى والدك، فصليه وبري به بما تقدرين من أمور الدنيا، لقول الله تعالى في حق الأبوين الكافرين: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ).

وبإمكانك أن تتواصلي معه ما بين الحين والآخر، حتى تخرجي من دائرة قطع الرحم، وزوريه أحيانا في بيته لدقائق معدودة، ثم انصرفي، مع تجنب ما يغضبه أو يكون سببا في سبه للرب أو الدين، وعليكم أن تجتهدوا في إصلاحه بكل السبل المتاحة، مع التضرع إلى الله بالدعاء أثناء سجودكم، وفي أوقات الإجابة، أن يهديه ويصلحه، ولا داعي أن تتكلمي عليه في غيابه، واصبري فعاقبة الصبر حسنة.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً