السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 23 سنةً، عندما كنت طفلة لم يتجاوز عمرها الست سنوات، كان والدي يعاقبني كلما ارتكبت خطأً، بأن يطلب من والدتي أن تضع لي الطعام في غرفة منفصلة؛ حتى لا آكل معهم، وكان يضربني بشدة بأي شيء متاح، وقد نشأت على هذا النحو، حيث يتم تجاهلي إذا فعلت أي شيء سيء، ثم أتعرض للضرب.
بعد سنوات وجدت والدي يخون والدتي، وأخبرتها، ومنذ ذلك الحين وعلاقتنا من سيء إلى أسوأ، لم يكن يتحملني، دعوت الله أن نعود إلى طبيعتنا (مجرد حديث)، ولكن لم يتغير شيء.
في الأيام الأخيرة قال لي أكثر الكلمات قبحًا، وبصق في حضوري؛ لأنني تشاجرت معه حول كيفية إساءة معاملته لوالدتي، والصراخ عليها أمامنا، لذلك كلما أكون في الجوار كان يطلب منها أن تحضر له الطعام، حيث لا أكون، وكان يغلق الباب بقوة إذا كنت في الغرفة، وكان يطلب منها أن تخبرني بالابتعاد عن ناظره، وقد سئمت من هذا، ولم أعد أستطيع تحمل الأمر بعد الآن، لم يعانقني أبدًا، أو يخبرني بشيء لطيف.
عندما كنت في الخامسة عشرة أمرني أن أترك البيت، وأنه لا يريد أن يراني عند عودته من صلاة العشاء، ومنذ ذلك الحين لم أعد أكن له أي مشاعر احترام أو حب إطلاقًا.
أنا لا أقول بأنني لم أفعل شيئًا سيئًا أبدًا، لقد فعلت؛ فقد رفعت صوتي في حضوره مرارًا، ولكن حاولت مصالحته مرارًا وتكرارًا، حتى لو لم أكن له أي حب، كنت دائمًا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يغفر له، ويجعل مثواه الجنة، ولكن لا يمكنني أن أجبر نفسي الآن حتى على نطق اسمه، أو النظر في وجهه، مع الكراهية والحقد التي يحملها تجاهي، رغم أنني لا أستحق ولو جزءًا صغيرًا من السم الذي ينفثه نحوي، لا أعرف ماذا أفعل؟
أنا متعبة للغاية، لم أعد أطيق العيش معه، ولا معاملته التي لا تمت لا للأبوة وللإسلام بصلة.
وجزاكم الله خيرًا.