السؤال
السلام عليكم.
كنت شعلة من النشاط في أمر الدين والدنيا، أعشق العلم والمذاكرة، والرياضة، والعمل، بعد أول سنة من كلية الطب كنت ناجحاً بتقدير جيد جداً، ولكن فجأة كرهت كل شيء، وأبكي بكاء شديداً فجأة، شخصني راق أنها عين، ثم استمر الأمر فقالوا سحر، سبع سنوات وأنا أتنقل بين يدي المشايخ والمحافظات، تتحسن أموري بعض الشيء ثم لا تلبث أن تعود.
أشعر بكره الحياة، وبالرغبة في الموت، أشعر أن الأشياء لا طعم لها، وبقلة القيمة، وأصبحت منعزلاً عن الناس دائماً، ولا أستطيع المذاكرة، وانعدام في التركيز، آلام جسدية كثيرة، ثقل في الحياة، مهما حاولت الترويح عن نفسي أو فعل ما يسعدني لا أشعر بالسعادة، أشعر بالذنب وتأنيب الضمير طوال الوقت.
لا أستطيع أن أعيش سني كما يقولون، حتى القراءة في اللغة والأدب كنت أعشقها فلم تعد تسعدني، يذكرني حالي بقول خليل مطران:
تغشى البرية كدرةٌ وكأنها ** صعدت إلى عيني من أحشائي
لا أعرف ما بي غير أنني أخشى على نفسي مني، رسبت في السنة الخامسة، ثم رسبت في السادسة، وأريد ترك الكلية، وترك كل شيء، والجلوس بألمي وحزني، لطالما كنت من يأخذ بأيدي الناس ويثبتهم، غير أنني اليوم أحتاج من يأخذ بيدي وقد خارت كل قواي وباءت كل محاولاتي بالفشل.