السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوجة لمدة عشرين سنة، كانت حياتي غير مستقرة منذ أول سنة زواج ونحن في خلافات دائمة بسبب اختلاف الطباع، وصغر سني، حيث تزوجت في الخامسة عشرة، وفي فترة زواجي ذقت فيها كل أنواع الإهانة من الضرب الذي يصل لعاهات، وكدت أموت في أكثر من مرة لولا لطف الله بي، إضافة إلى أساليب العقاب النفسية من السب لي ولوالدي، ووصل الأمر للقذف في شرفي، والتشكيك في أخلاقي عندما كنت أذهب لتحفيظ كلام الله في دروس خاصة لأطفال صغار لكي أنفق علي نفسي وأولادي، إضافة إلى حرماني من صلة أهلي أحيانا، فأمنع من كلامهم بالشهور، ومن زيارتهم بالسنين، حيث أني أقيم في بلد عربي مع زوجي، وأهلي في بلد آخر.
مرورا بالمنع من زيارة صديقاتي، فأحيانا يمنعهم من زيارتي، حتى زوجات إخوانه كنا نمنع من زيارتهم ونحن في نفس البيت، والخروج للتنزه كان يرفض أغلب المرات لكن إحقاقا للحق كان يسفرنا سياحة خارج الدولة عدة مرات، وكنا نذهب للعمرة والحج باستمرار بفضل الله تعالى.
المال كان يضيق علينا فيه، وحاجاتنا الضرورية غير الطعام كنا نشتريها بشق الأنفس، إلى أن عملت فأصبحت أنفق على نفسي وأولادي، وكان هو يتكفل بالطعام إلى أن انتقلنا في بيت مستقل عن أسرته، فطالبني باعطائه راتبي كاملا وهو يعطيني منه مصروفا فرفضت، فقام بضربي بشدة حتى أخذه بالفعل، وكان يعطيني مصروفا إلى أن حدثت ظروف ما في تلك البلد، وساءت ظروفه المادية، فأصبح لا يأخذ مني المال، ولكن تكفلت بكامل مصاريف البيت والأولاد، وبعد تحسن حالته المادية استمر الوضع على ذلك، ورفض أن ينفق إطلاقا.
بالإضافة إلى أخذه لميراثي من والدي، وقيامي بكل شؤون أولادي والبيت، وكان لا يتحمل أي مسؤولية، حتى إصلاح السيارة كنت أقوم بإصلاحها، وكان يأمرني بمساعدته في عمله، وعندما أرفض أصبح عاصية وسيحاسبني الله، وأكون من أهل النار؛ لأنه يرى أن المرأة يجب عليها طاعة زوجها ما دام أنه لم يأمرها بمعصية.
أما أولادي فالوصف الأمثل لعلاقته معهم أنهم كانوا أيتاما رغم وجود أبيهم، فلم يروا حبه، ولا رعايته، ولا اهتمامه، لم يروا منه سوى ضربه لي أمامهم، وحالات الرعب والهلع التي كانوا يعيشونها، ووصل بهم الحال أنهم كل يوم يستيقظون ليطمئنوا علي، ويقولون نخشى أن نستيقظ يوما نجد أبي قد قتلك، حاولت الطلاق أكثر من مرة، ولكن زوجي عاش مع أمه بعد انفصالها عن والده، فأصبح عنده عقدة من الطلاق فكنت إذا طلبت الطلاق يضربني ويقول لي بالنص: (أقتلك ولا أطلقك، ستعيشين رغما عنك خدامة هنا تحت رجلي).
كبر أولادي، ووصلوا للجامعة، ووقتها أجمعوا أنهم لن يتحملوا الحياة معه أكثر من ذلك، حتى قررت أن أتركه، وبالفعل رتبت مع أولادي بدون علمه أننا إذا ذهبنا إجازة لبلدنا أن لا نعود، وهذا ما حصل أول ما ذهبنا أخبرت إخوتي بما يفعله معي، وأنني لن أعود، وبالفعل أبلغه إخوتي بذلك، ووقتها هو طلب من أخي أن أبقى على ذمته، وأن أستقر في بلدي، وينفق علي وعلى أولادي، وينزل لنا إجازات، وإنه سيتغير ولن يعود أبدا لما كان عليه، وتم ذلك، ودخلت بناتي الجامعة، واستمر الوضع على هذا.
بعد عدة شهور بدأ في التضييق علي، ويريدني أن أسافر أنا وأولادي إليه، ونترك بلدنا وبناتي يفقدن جامعاتهم، ونبدأ من جديد ليحاول إدخالهم جامعات عنده في بلد إقامته بعد أن تكون ضاعت سنة عليهم،
وأنه تغير، ولن يقوم بضربي، ويعاملني معاملة حسنة.
والآن يرى أنني عاصية لأني لم أطعه، حيث رفضت أن آخذ أولادي ونذهب لنعيش معه مرة أخرى، ويدعو علي لأنني حرمته من أولاده رغم أننا طلبنا منه أن نذهب إليه زيارة في الإجازة ورفض، ونزل لنا من فترة زيارة، وجلس معنا شهرا كاملا، أنا رفضت العودة؛ لأنه عندما يغضب يفقد التحكم في نفسه وهو بنفسه يقول: لا أعرف لماذا كنت أعاملكم هكذا.
أولادي رافضون للعودة بشدة، وأنا كذلك أخاف أن نعود لنفس الوضع وهذه المرة سيحرمني من أهلي، ولن يسمح لي بالنزول لبلدي للأبد؛ حتى لا أتركه، فهو إنسان انتقامي، ولا يتنازل أبدا.
سؤالي: هل يجب علي العودة رغم ما اتفق عليه سابقا مع إخوتي وهو من طلب ذلك بدل الطلاق؟
سؤالي الآخر: ما الحد الذي يجب على أولادي صلته به، فهو يرى أنهم ما داموا غير موجودين في بيته فهم لا يصلونه، هم يكلمونه كل أسبوع، وهو غير راض عن ذلك، ما الحد الذي يكونون به غير قاطعين له؟
أعتذر عن الإطالة، وجزاكم الله خيرا.