الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي اكتئاب عصابي وأريد بديلا للأولانزبين!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تشخيص حالتي بالاكتئاب العصابي، ولا أعلم عنه شيئا!

أنا أعاني من الأرق والاكتئاب، ولا أستطيع النوم في الليل فقط في النهار، وهذا يتعبني؛ لأنني لا أستطيع العمل بشكل جيد.

عندي تشتت في الذهن، وتحصل لي حالة غريبة من أحلام اليقظة والتخيلات، تأتي عندما يرتفع مزاجي، مثلاً: (إحساس بالسلطة، إحساس أني قائد جيش، أو ذو شأن، والأغرب من ذلك كأنني أراها حقاً، حيث تكون مثل الفيديو أو فيلم، والناس والأهل والأقارب ينظرون لي بعين الفخر، وأصاب بغرور النفس)، في الحقيقة أحبها لكن لا أستطيع مقاومتها، وأحس أنني مدمن عليها. الجانب الإيجابي بحالتي.

أما الجانب السلبي: فإنه تأتيني أفكار غريبة وتخيلات، مثل: الموت، ذكريات فعلتها بالماضي، موت أحد أقربائي، والخوف من الظلام، وعندما أتحدث مع أحدهم أتخيل أنني أقوم بضربه أو البصق على وجهه، لكن -لله الحمد- أتمالك أعصابي، وأيضاً المشكلة الكبرى بالنسبة لي هي الرهاب والخجل، أستطيع التحدث أمام الناس، لكن لا أستطيع التحدث مع أشخاص، وأحس بخجل وضيق وعدم ارتياح، وأرغب بالانسحاب، المشكلة موجودة منذ 6 سنوات، وحتى أنني أتخيل أن يكون لدي أصدقاء أمازحهم ونتبادل الأحاديث.

عندي برود في الكلام وبطء، أفكار مستمرة لا تتوقف، وسوء في التعبير، طاقة منخفضة لا أستطيع العمل، خمول وكسل، وضعف في الذاكرة.

الأدوية:

- دواء ديلوكستين 40 mg، وقالت الدكتورة أن آخذ الأولانزبين 2mg، لكنه يزيد الوزن ولا أستطيع تناوله.

أود إخباري عن فعالية الدواء، وأن تنصحني بدواء جيد لكل الأعراض، ولا أعلم ماذا أفعل! وهل التدخين يؤثر على فعالية الدواء؟

وجزاكم الله كل خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: أنت في استشارة سابقة وهي رقمها 2356574، ذكرت أن التشخيص بالنسبة لحالتك هو الاكتئاب الذهاني، وصفت لك بعض العلاجات التي ذكرتها، والآن تتحدث عن الاكتئاب العصابي، وأن تشخيصك هو هذه الحالة.

الاكتئاب العصابي يعنى به وجود قلق وتوترات وانفعالات سلبية، مثل النوع الذي تعاني منه، وقطعاً -أخي الكريم- من حقك أن تسأل الطبيب الذي قمت بمقابلته ليشرح لك أكثر وبتفاصيل أكثر، هذا من حقك ولا تتردد أبداً في أن تتملك المعلومات كاملة من طبيبك.

أخي: لا تنس الجوانب التأهيلية في العلاج، الناس تعتمد كثيراً على الأدوية ولا تجتهد في الجوانب السلوكية الاجتماعية، فقد وجد أن إدارة الوقت بصورة جيدة، وتحسين الفعاليات الاجتماعية، وممارسة الرياضة، والنوم الليلي المبكر، هذه كلها مهمة جداً، والتعبير عن الذات، وعدم الكتمان، الحرص على الصلوات في وقتها، وأن يكون الإنسان لديه هدف في حياته، أن يكون لديه مشروع حياة، هذه الطاقات النفسية حين لا نستغلها بصورة إيجابية ونفعل بها حياتنا تحتقن وتتراكم وتتحول إلى طاقات سلبية، فأريدك أن تستفيد من طاقاتك بصورة صحيحة؛ لأن هذا سوف يفيدك كثيراً.

بالنسبة للأدوية متقاربة، أنت ذكرت أنك أعطيت عقار ديلوكستين40 ملجم، والديلوكستين حقيقة حسب ما أعرف أنه يأتي في عبوة 30 ملجم، أو 60 ملجم، وإن كان قد أعطي لك بهذه الجرعة أي 40 ملجم، فهذه الجرعة تعتبر جرعة بداية وليست جرعة العلاج، والديلوكستين الذي أقصده يسمى تجارياً سمبالتا.

أما إذا كنت تقصد فلوكستين، فالفلوكستين بالفعل يأتي في جرعة 20 ملجم، عموماً استوضح هذه النقطة إن كان علاجك هو السمبالتا؛ ففي هذه الحالة يجب أن ترفع الجرعة على الأقل إلى 60 ملجم، والأولنزبين يمكن أن يستبدل بدواء آخر لا يزيد الوزن، مثل الاريببرازول، والذي يسمى إبليفيا؛ حيث إنه دواء ممتاز جداً بجرعة 5 مليجرامات يفيد كثيراً، وربما تحتاج أيضاً لجرعة بسيطة من البنزوديزبينات مثلاً الزاناكس، والذي يسمى البروزولام، هو دواء ممتاز، لكن يجب التعامل معه بحذر؛ لأنه قد يؤدي إلى التعود، تناوله بجرعة ربع مليجرام مثلاً ليلاً لمدة أسبوع إلى أسبوعين؛ أعتقد أن ذلك أيضاً سيكون داعماً لك كثيراً.

ركز -يا أخي- على الرياضة وعلى تمارين الاسترخاء، وكما ذكرت لك النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، كما أن تجنب تناول مركبات الكافيين كالشاي والقهوة والببيسي والكولا سيكون أمراً جيداً؛ لأن الإنسان إذا أكثر من هذه المشروبات ترتفع نسبة الكافيين لديه في الدم، وهذا يزيد من الانفعال والتوتر، والأحلام المزعجة وخلافه، فاحرص على صحتك على هذا النسق الذي ذكرته لك، وقطعاً التدخين يضعف من فعالية الأدوية، وهنالك اختلاف ما بين تأثيره على الأدوية، مثلاً لدينا دواء يسمى كلوزبين من الأدوية الممتازة جداً لعلاج الفصام المطبقة، وهو مرض الفصام الشديد، لكن التدخين يخفض نسبة فعالية الدواء بـ 50% تقريباً وهذه مشكلة نواجهه.

أخي الكريم: حاول أن تتخلص من التدخين إذا كنت مدخناً؛ هذا يؤدي إلى فعالية كاملة لأدويتك، وأيضاً في الحفاظ على صحتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً