السؤال
أنا فتاة سورية، أعيش في الرياض، متزوجة ولدي طفل، ومتغربة عن أهلي.
في بداية الأمر بدأت أشعر بدوخة أو دوار، وعدم تركيز، مع طنين وزغللة في العيون؛ فذهبت إلى طبيب أعصاب، وتم فحصي بشكل كامل، وأجريت صورة مقطعية للرأس، وقال: إن كل شيء سليم. وذهبت إلى طبيب باطنية، وأجريت مجموعة تحاليل، وكان كل شيء سليما، وذهبت أيضا إلى طبيب عيون وآخر أذن، وكان كل شيء سليما، وكانوا يقولون: إن الموضوع نفسي، ولكن حياتي كانت مستقرة وسعيدة تماما، ثم بدأ بداخلي الصراع هل ما أشعر به نفسي أم جسدي؟!
وبدأ التفكير الشديد والتعب النفسي من هذا الموضوع، وكنت مدركة أن موضوعي نفسي، ولكني أحس بأعراض جسدية، وفي ذات الوقت حياتي مستقرة، فمن أين جاءت الأشياء النفسية كما يقولون؟!
كان ذلك قبل حوالي شهرين، وكل يوم أعاني من أفكار وصراعات نفسية بسبب ذلك الأمر، وضغط شديد بسبب التفكير، ولا أستطيع السيطرة على تفكيري، ثم بعد أيام بدأ تفكيري ينزاح إلى الأمور السلبية في حياتي، والشعور بعدم وجود فائدة لي في الحياة، وأني أتمنى أن أموت وأرتاح من هذا الضغط النفسي، وأن كل ما في هذه الحياة ممل وليس له فائدة، رغم أن زوجي يحاول اصطحابي خارج المنزل وينفس عني، ولكني حتى عند خروجي أشعر بخنقة ولا أجد سعادة بخروجي، وفي كل يوم أشعر بخنقة شديدة وأبكي حتى ارتاح ويتحسن مزاجي وأكمل يومي أفضل من سابقه، وأصبحت أكره الصباح بشدة؛ لأنه يعني لي بداية يوم جديد من المعاناة والضياع، رغم أني -بفضل الله- ملتزمة دينيا، وأصلي وأقرأ القرآن، وأحاول أن ألجأ إلى الله وإلى الذكر كثيرا؛ لأتخلص مما أنا فيه.
ذهبت إلى طبيب نفسي؛ فشعرت أنه لم يسمعني كما يجب، ولم يعطني اهتماما، فقط وصف دواء، وأنا لا أقتنع بالحبوب النفسية؛ لأني لا أريد أن أربط سعادتي بدواء، وأن أصبح كلما حلت بي ضيقة ألجأ للدواء، وأشعر بأنه المخلص لحالتي، أو أن أدمن عليه.
كل ما أريده أن أعود لحالتي الطبيعية، وأن أشعر بالفرح والسعادة كالسابق. مع العلم أني لم أعد أشعر بالدوار والزغللة، فقط أشعر بالطنين، وأحاول أن أقرأ وأشغل نفسي، ولكني أشعر أن كل هذا بلا لذة وفائدة، وإنما كأني أضحك على نفسي حتى أصرفها عن التفكير.
شكرا لكم ولموقعكم الكريم.