السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية أشكركم جزيل الشكل على سهركم على هذا الموقع المفيد الذي ننهل منه كلما ضاقت بنا السبل واحتجنا إلى استشارة.

أنا فتاة عمري 23 سنة، مدرّسة، أعاني من نوبات عصبية بين الفينة والأخرى، ومن حالة أستمر فيها بالبكاء تجاه سبب بسيط، فأتذكر جميع ما مررت به من أحداث سيئة وأبكي بكاء شديدا.

أتذكر تمييز أمي لأخي عنا فأبكي، أتذكر طريقة تربيتها لنا القائمة على اللاحوار فأنهار بكاء، فلقد اكتشفت أن كل سلوكياتي الحالية نتيجة عن طريقة تربيتها لنا، بما في ذلك الغضب الشديد والعنف والصراخ، لا أقول إن أمي كانت دائما هكذا إلا أن هذه كانت طريقتها في عقابنا أو التنفيس عن ضغوطاتها اليومية.

كما لاحظت أنه في بعض الأحيان تأتيني رغبة ملحة في ضرب أحد ما، خاصة إخوتي عندما يكونون بالقرب مني، فأتخيل أني أشبعهم ضربا، وأتمنى لو أضربهم، كما أنه عندما يصدر أحد صوت شرب أو أكل شيء ما أود أن أصرخ في وجهه ليكف عن ذلك؛ لأنني لا أستطيع احتمال ذلك الصوت أبدا لدرجة أنني أنسحب من على المائدة وأعبر عن ذلك الغضب بكاء.

أرجوكم أرشدوني لحل، فأنا قد تعبت جدا من حالتي، هذه التي تفسد علاقاتي، وعلاقتي بالأهل خاصة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمهما فعلت والدتك فهي كانت تريد تربيتكم تربية سليمة وتريد لكم خيرًا على الطريقة التي تعتقد أنها هي الطريقة الأحسن. والشيء الآخر -أختي الكريمة- يجب أن تتذكري أن سلوك والدتك وأنت صغيرة (أيضًا) وعصبيتها الزائدة قد يكون ناتجة عن ظروف هي كانت تعيشها وكانت تُعاني في صمت، وإن كانت معاناتها تظهر في هذا السلوك، فعليك أن تلتمسي لها العذر، ولا تلتفتي إلى الماضي لهذه الدرجة والتفكير فيه كثيرًا، فإنه لن يفيدك شيئًا، إلَّا أن يجعلك سلبية، ويجعل تفكيرك سلبيًا، ويجعلك لا تستطيعين أن تتحكمي في حياتك القائمة، عليك بقدر المستطاع ألَّا ترجعي إلى الماضي، حاولي أن تعيشي في الحاضر، حاولي أن تسلكي سلوكًا مختلفًات.

إذًا يمكنك الآن التحكّم في هذه الأشياء - أختي الكريمة - أولاً: نسيان هذا الماضي، ثانيًا: معالجة ما تعاني منه من نوبات عصبية، وذلك عن طريق الاسترخاء، ومن أهم الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء الآن هي ممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي يوميًا، نصف ساعة، أو يمكن أن تمارسي بعض الرياضة الخفيفة داخل المنزل، ولكن يجب أن تكون مستمرة طيلة الوقت، واطردي التفكير السلبي، بأن تفكري في الأشياء الجميلة، تجاهلي نوبات الغضب بأن تُغيِّري موقعك أو تُغيِّري الوضع الذي أنت عليه، أو تُغيِّري الموضوع مثلاً، أو تأتي بأشياء مخالفة لنوبة الغضب، كالمشي مثلاً - كما ذكرت - أو تمارسي أي شيء لصرف النظر عن الشعور بالغضب والعصبية التي تكونين فيها في لحظة من حياتك.

وإذا كانت كل هذه الأشياء لم تُجدِ نفعًا أو لم تنجح، فعليك بالتواصل مع طبيب نفسي، لعمل جلسات نفسية، أو إعطاء بعض الأدوية إذا رأى أن ذلك هو الأنسب لك.

وفقك الله وسدد خطاك.