السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة، وبعد:
أولا: أود أن أشكركم على جهودكم الطيبة في نفع الآخرين، والعطاء المستمر في حلول مختلف المشاكل التي نمر بها.
أنا فتاة عمري 26 عاما، لقد أنهيت دراستي الجامعية كالعديد من الطلاب الآخرين، وبدأت البحث عن عمل، ولكن لم يحالفني الحظ بإيجاد العمل المناسب، من ثم تمت خطبتي وكتب الكتاب، ولكن شاء الله أن لا تتم هذه الخطبة والحمد لله على كل شيء، ودائما أقول في نفسي لربما أنا لم أكن جاهزة كفاية وكما يجب لتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، نعم .. لقد ترك عندي أثرا كبيرا من الحزن والضيق والكابة إلا أنني حاولت أن أستمد قوتي بأن كل ما يحدث لنا هو خير لنا، مع أنني كنت على أمل أن يصطلح الوضع وتعود المياه إلى مجاريها، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن!
بعد فسخي للخطوبة كنت توجهت إلى العمل للهروب من التفكير والمشاعر السلبية التي تكونت في داخلي والخروج من كآبتي، كنت قد عملت كمدرسة لمدة عامين وخلالهما كانت أول تجربة لي بالانخراط في بيئة عمل كبيرة، نظرا لأنني كنت فتاة ليس لدي تلك الدوائر الاجتماعية الكبيرة سوى صديقتين أو ثلاثة من الجامعة، وخلال هذين العامين كنت أتألم في داخلي عندما أسمع من الآخرين كلام يتعلق بهذا الموضوع (خطبتي)، سواء كان بشكل مباشر أم لا، ونظرا لكل من هذه التأثيرات الخارجية المحيطة بدأت بالتأثر والتغير بشكل تدريجي إلى إنسانة لم أكن أريد أن أكون هي، ولطالما هربت منها!
لقد كنت مرحة محبة للحياة متفائلة، محبة لمعرفة المزيد، مجدة، مثابرة، أعمل بجد، وأسعى إلى أن يكون كل ما أقوم به على أحسن وجه، موضوعية.
بمعنى آخر كنت أحكم عقلي بكل شيء، وأعلم ما أريد، وكيف أصل إليه، وما عليّ فعله لكي أصل إليه، ولا أهتم لآراء الآخرين ما دام رضا ربي أمام عيني، والآن أصبحت كسولة مسوفة للأمور، ولم أعد أهتم لأي شيء سواء كان على أكمل وجه أم لا، لا مبالية، وإما أن أكون بليدة لا أشعر بمن حولي أو حساسة بشكل مبالغ فيه.
طغت مشاعر الحزن عليّ وعلى تفكيري، فلقد قلّ تركيزي وأصبحت أشعر بضباب حول دماغي ما يشتت علي تفكيري، لدرجة أنني لم أضع كل ما لدي من جهد للحفاظ على وظيفتي! لا أعلم ما الذي يحدث لي، فقد فقدت ثقتي بنفسي وقدراتي ويأست من إصلاح نفسي، وأصبحت أشعر بأنني قد كبرت مئة عام، لدرجة أنهم لا يصدقوا عندما أقول لهم عمري، لقد أخذت زولفت لمدة ثلاثة أشهر لمساعدة نفسي للخروج من هذه الحالة، مارست الرياضة، ولكن لم أشعر بتحسن، والمصيبة الأعظم أنني بدأت أشعر بأن إيماني قد قل، وابتعدت عن ربي كثيرا، وكسل في العبادات.
وشكرا لكم.