السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 35 سنة، وقد بدأت مشكلتي في سن المراهقة، ربما لأن جسمي نحيف منذ الصغر ومصابة بالربو، وبالتالي اضطررت لتعاطي الكثير من الأدوية التي قد تكون سبباً في هشاشة أسناني - خاصة الأمامية - وتساقطها في سنوات المراهقة، أو ربما كوني آخر إخوتي، وطوال مراحل عمري لم يكن والداي على وفاق، فقد ظلم أبي أمي كثيراً، وهي لم تستطع فهمه، ولا المطالبة بأبسط حقوقها -رحمها الله-، أو ربما لأني متوسطة الجمال، وأعلم أن الأمر نسبي، ولكني لا أرى نفسي جميلة لدرجة أني لا أبتسم كثيراً لأني أجد أن ابتسامتي غير جميلة، ولا أتصدر المجالس لأنه دائماً في ذهني أن مظهري غير محبب، رغم أني أكملت دراستي الجامعية بتفوق، ويجدني من حولي متميزة ومبدعة في كل ما أعمله بما في ذلك مهنتي الحالية (الخياطة).
وقد تتساءلون: جامعية وخياطة! لم أبحث عن وظيفة في تخصصي - مهندسة في الكيمياء - لأني في الحقيقة أخشى على نفسي من أن أتعلق بأحد العاملين معي، فتجربتي في العمل الخيري علمتني أن أتفادى الرجال لأني أضعف تماماً أمام أي كلمة طيبة أو معاملة كريمة، فوالدي -سامحه الله- لم يسمعنا في معظم حياتنا إلا الشتم والانتقاص من قدراتنا ووصفنا بكل أسماء الحيوانات.
ولا زلت نحيفة وصدري صغير جداً وهذا يزعجني كثيراً، وتقدمت في السن بدون زواج، وبدأت أسمعهم -في السوق أو النقل العمومي- ينعتوني بالحاجة وبقولهم: تفضلي يا أمي، خاصة وأني ألبس حجاباً غير ملفت للانتباه، ولا أحب ارتداء الألوان الزاهية لقناعتي بأن في ذلك شبهة وغير شرعي، ولكني أتضايق كثيراً من هذه التعليقات، ولا أستطيع التمييز بين الأناقة والتبرج وأخشى الوقوع في المحظور.
وأعلم يقيناً أن عدم تقبلي لشكلي ومظهري قد فوت علي فرصاً كثيرة للنجاح مرت في حياتي، وأعلم يقيناً أن هذا الشعور ينعكس على غيري فيقتنعون بقناعتي، وأعلم يقيناً أن الله عز وجل هو العدل وهو أرحم بالعبد من أمه، ولكني لا أستطيع تجاوز هذا التحدي، وأشعر بالحياء الشديد من ربي لعدم تقبلي جانباً مما أنا عليه.
وشكراً جزيلاً.