السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للدكتور محمد عبدالعليم، كلماته رائعة جداً ونصائحه جميلة، أستمتع وأستفيد كثيراً بقراءة إجاباته على الاستشارات.
أريد أن أستشير الدكتور محمد عبدالعليم عن حالتي.
أنا أبلغ من العمر 28 سنة، في السابق كنت اجتماعية وفعالة في المجتمع، أحب الاختلاط مع الناس، وأخرج دائماً من المنزل، وشجاعة، وشخصيتي قوية، ولا أخاف إلا من الله.
لكن فجأة في 2016 أصبت بالرهاب الاجتماعي ونوبة هلع شديدة، أصبحت أخاف من كل شيء خصوصاً الناس، وأتوتر كثيراً وأتعب نفسياً عندما أختلط معهم لحد الاختناق، خاصةً في الأماكن المزدحمة كالأسواق مثلاً، أصبحت أخاف الخروج من المنزل، ولا أخرج من المنزل إلا إجباري لزيارة الأقارب، وإذا خرجت أكون طوال الوقت متوترة وقلقة وأعصابي مشدودة، ولا أهدأ إلا حين أدخل المنزل.
وضعي مأساوي جداً، أنا منذ حوالي 9 سنوات مصابة بالاكتئاب الحاد، في هذه المرحلة من حياتي حالتي سيئة جداً؛ اجتمع علي الاكتئاب والرهاب الاجتماعي والقلق والتوتر والوسواس والظروف العائلية القاهرة، أصبحت انطوائية أكثر، وأحياناً لا أخرج من غرفتي إلا للضرورة القصوى، في بعض الأحيان حتى حين أجلس مع أفراد عائلتي أتوتر وأذهب فوراً إلى غرفتي.
أعيش في عزلة تامة، لا أستطيع أن أعيش الحاضر فـكل تفكيري في الماضي والمستقبل، التفكير في الماضي يقودني إلى شعور سلبي.
أما بالنسبة للمستقبل يزيدني قلقاً، وربما خوفاً، أنا وحيدة تماماً، الشعور باليتم يزورني دائماً دون أن يكترث بوجود والدي، أخواتي ينفرن من الجلوس معي لأني أصبحت شخصاً منطفئاً وصامتاً وملولاً وكئيباً، ولا أستطيع أن أبوح لأمي وأبي بمرض الرهاب الاجتماعي؛ لأن أبي شخص قاس جداً، ودائماً يسخر مني؛ لأني مكتئبة وصامتة ولم أكمل دراستي وعاطلة وفاشلة، وعلاقتي معه سطحية، والنقاش بيننا معدوم، وإن قلت له سيستهزأ بي ويكسر قلبي أكثر، وأمي ليست حنونة علي، وتظلمني كثيراً، ولا تبالي بي أبداً حتى إن قلت لها عن مرضي لن تهتم لأمري، ولن تذهب بي إلى طبيب نفسي، ودائماً تشعرني بأني عبء ثقيل عليها، وتريد أن تتخلص مني بالزواج، وتخبر الخطابات عني.
كذلك أنا عاطلة، وليس لدي دخل مادي، وليس عندي وسيلة مواصلات تذهب بي إلى عيادة الطب النفسي، وضعي صعب جداً، ضاقت علي الأرض بما رحبت، ليس لي سوى الله، ثم هذا الموقع، أنا كل ثانية تمر علي في هذه الحياة تعذبني عذاباً أليماً، وأفكار الانتحار تراودني، وأقضي أغلب وقتي حزينة ومتألمة ومستلقية على السرير، ليس بي طاقة لعمل شيء.
قرأت عدة استشارات للدكتور عبدالعليم المتعلقة بالرهاب الاجتماعي، ووجدت حالات تشبهني، ووصف لهم الدكتور الزيروكسات، فاشتريت سيروكسات سي آر، وأريد من الدكتور عبدالعليم أن يخبرني مقدار الجرعة؟ ومتى أتدرج في الاستعمال؟ علماً أنني لم يسبق لي أن استخدمت علاجا نفسيا، والآن لا أستخدم أي علاج، وليس بي أي مرض عضوي مزمن سوى الإكزيما، وفي هذه الفترة اختفت.
شكراً لكم على هذا الموقع العظيم.