السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في السنة الثالثة من الجامعة، في السنتين ونصف السابقتين كنت حذرة جدا في التعامل مع الشباب، وأن تعاملت فهو لتوجيه أحد منهم سؤالًا لي وكنت في غاية الجدية في ردي.
أما الآن فأجد من نفسي الكثير من التساهل خاصة حين يكون الأمر مع من هم أكبر مني سنا، هذا التساهل مثلا قد يكون أنني أذهب لسؤال أحد منهم سؤالا لا يملك إجابته إلا هو؛ كنت في السابق أتردد كثيرا قبل فعل هذا أو أقل لصديقتي أن تفعله، الآن أسأل مباشرة فهل هذا تساهل؟
مظهر آخر: لم يعد بوجهي ذاك الحزم، بل قد يكون هناك أما وجها عاديا أو ابتسامة خفيفة وأحيانا لا.
لاحظت أن الأمور صارت عندي متساهلة بشدة خاصة مع المدرسين، فكنت أضحك وأتكلم، ولما لاحظت هذا شعرت بألم شديد في صدري وقلبي، وكل ما أفعله هو البكاء أو الاستسلام، وكل يوم أقول يا رب أريد أن أعود لك وأنا -بإذن الله- أصدق في هذا؛ لأنني أشعر بأنني في غير مأوى، أشعر بأنني في عالم آخر، فأنا أكره هذا، أريد أن أعود لله.
صرت أعود من الجامعة متأخرة، فليس لدي متسع من الوقت، أريد أن أصل إلى حل؛ لأنني تعبت بشدة من نفسي، أريد أن أعلم: 1) ما هي حدود الاختلاط؟ أو ما هي الضرورات المباح فيها أن أتكلم مع أحد من الشباب؟ وكيف يجب أن يكون كلامي، وصوتي، ووجهي وهكذا؟
2) كيف أعود لله وأكون مع الله في كل وقت، فأنا أنوي هذا كل في يوم، ولكنه مع مرور اليوم لا يكون؛ لأنني كما يقولون عفوية، فطبيعتي هي أن أتعامل وأضحك وأتكلم بعيدا عن الشباب ولكن صوتي وضحكتي تعلو مع صديقاتي وهذا ملفت، فأريد أن أقيد نفسي ولا أفك هذه القيود، فكيف أفعل هذا؟ وكيف أعود لله ليرضى عني؟
3) صرت أكره التعليم والجامعة لأنني مما سبق وذكرته أشعر بأنني لا أفعل إلا اكتساب الذنوب فيها والبعد عن أهلي، لذا إما أنني لا أذاكر أو أنني أعود للبيت أنام؛ لأنني أريد الهروب من نفسي وسوئها، فكيف أجدد النية في المذاكرة لله؟ وكيف أجعل هذا التعليم خالصا لله؟ وأيضا هذه الفترة قد من الله علي وسمح لي بمساعدة قليل من الناس دراسيا ولكنني أضل الطريق عن الله، مع العلم أنني أجزم بأنني لست الأذكى ولا الأشطر، فهناك آخرون كثر مؤهلون للتأثير ونفع الإسلام دونا عني، فكيف يكون لي قيمة، كنت في السابق أجدد النية بأنني أذاكر لأرفع شأن الملتزم والفتاة التي لا تخالط الأجانب، أما الآن فما عاد هذا موجودا، أشعر بأنهم يشاهدونني كالبقية فلست الملتزمة لأرفع من شأنها.
أخيرا أريد أن أسأل مع هذا الوقت القليل نسبيا الذي أملكه ما هي أفضل الأعمال التي أفعلها لأنال رضى الله؟ وكيف أستعد لرمضان؟ فهو فرصتي الوحيدة ولا أريد أن أضيع منه لحظة.
مهما قلت لن أوفيكم حقكم إلا ما نصحنا به الرسول صلى الله عليه وسلم، فجزاكم الله خيرا، ورزقكم الفردوس الأعلى بدون سابق حساب ولا عذاب.
أعتذر جدا عن الإطالة ولكن المشكلة قد طالت معي ولم أستطع حلها، ساعدوني رجاء، أعانكم الله في كل أمر.