السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 18 سنة، أعيش في أسرة مستقرة ماديا، غير ملتزم بالعبادات للأسف، كنت متفوقا وذكيا في دراستي، إلا أنني أهملتها بشكل كبير، وحاليا أدرس بآخر سنة بالمرحلة الثانوية -وحدي بالمنزل- للمرة الثانية بسبب إهمالي بالمرة الأولى، ولأنني تركت المدرسة وذهبت للعمل لفترة قصيرة، وفي هذه الفترة أنا لا أخرج من المنزل أبدا؛ بحجة الدراسة، مع العلم أنا أقضي معظم الوقت على الإنترنت.
أهلي يزعجونني كثيرا بكلامهم حول إهمالي الدراسي، ولعدم خروجي من المنزل، أشعر بأنني أريد الخروج والانطلاق بحياتي، فأنا لا ينقصني أي شيء، شكلي جيد جدا، وعلى قدر من الوسامة، ولكن هناك شيء يمنعني من ذلك وهو الخوف من نظرة الناس، فأفضل البقاء بالمنزل وإراحة نفسي من التفكير بهذا الأمر، حتى أنني عندما أمشي بالشارع أكون مستقيم القامة، وصوتي عالي بالحديث مع الناس، ولكنني من الداخل أشعر بانعدام الثقة والتحسس من أي كلمة.
أشعر بأنني أقل من الناس، على الرغم من ثقتي العالية، وأشعر بالارتياح مع الشخصيات الضعيفة، وأنني مسيطر وعفوي وأحب فرض رأيي، أنا متناقض، على عكس الذين أشعر بأن ثقتهم عالية، فأنا أتصنع كثيرا معهم.
بقائي بالمنزل يزعج أسرتي كثيرا، ويدفعهم إلى مقارنة وضعي بوضع أولاد عمي، فينتقصون مني حتى أكون مثلهم، وذلك الأمر يغضبني، وأشعر بأن المقارنة ظالمة، ثقتي عالية، وشخصيتي قوية مع المقربين فقط، فأنا عفوي لأقصى درجة، وأعطي رأيي بكل ثقة، وأعطي النصائح وأنتقد براحة كبيرة، ولو أن أحد الأشخاص الذين أعرفهم رأى رسالتي هذه لن يصدق أن المرسل أنا، فأنا أعيش في تمثيل وتصنع.
كل ما أريده هو تعزيز ثقتي بنفسي مع الجميع، وأن لا أتحسس من أي كلمة جارحة بشكل مبالغ فيه، وأن لا أهتم إلى نظرة الناس، إريد الانطلاق بحياتي، وفعل كل شيء أفكر فيه دون تردد أو خوف، أريد وأريد وأريد.
آسف؛ لأن سرد الأفكار غير مرتب، فالشرح يطول ولكنني أحاول الاختصار، أتمنى مساعدتي فأنا محطم، وأشعر بأن حياتي لا قيمة لها، وأريد الموت بسبب الاكتئاب، ولا أريد فعل أي شيء بحياتي سوى الجلوس في غرفتي واستخدام الهاتف، ولا أحب أن يذكرني أي شخص من أهلي بمعاناتي، فأنا أغضب كثيرا إن فعلوا ذلك.
ملاحظة: عندما كنت بالمدرسة كان أصدقائي يستهزؤون بي من باب المزاح، وكنت أضحك معهم ولا أشعرهم بتأثري -الشخص المرح-، ولكنني من الداخل أحترق، وعند العودة للمنزل أكتئب وأفكر كثيرا بالأحداث، وهذا أحد الأسباب وراء ترك المدرسة.
وشكرا.